214 اعتداء خلال جانفي * أفضل ما يمكن أن يوصف فيه حال المسلمين في فرنسا أنهم ضحية التمييز العنصري والإسلاموفوبيا، وهما قوتان تغذيان بعضهما البعض وترفد الواحدة الأخرى، ويمثلان قوة مضادة للملايين الذين خرجوا بعد هجمات جانفي في باريس. يرى تقرير كتبه غريف وايت في صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن معاداة المسلمين (الإسلاموفوبيا) تصاعدت في معظم أنحاء فرنسا، وتنقل الصحيفة عن مدير مركز المراقبة الوطنية ضد الإسلاموفوبيا عبد اللّه زكري، قوله: (إن العنصرية موجودة بشكل دائم ضد المهاجرين، والإسلاموفوبيا على كلا الجانبين، ويقوم كل واحد منهما باستخدام الأجواء من أجل خلق عداء دائم بين المجتمعات). ويذكر زكري أن شهر جانفي شهد 214 حادث منفصل ضد المسلمين، وهو أكبر مما وثقه المركز خلال عام 2014. وتشمل الهجمات الضرب والتهديد بمحو المسلمين من فرنسا ورمي رؤوس خنازير أمام بوابات المساجد، حسب الصحيفة. ويستدرك التقرير أنه بالرغم من أن حد الهجمات تراجع الشهر الماضي بعد أن قامت الشرطة بتوفير الحماية للأماكن الإسلامية، إلا أن المواقف المعادية للإسلام ما تزال شائعة في فرنسا، وتبين أن نسبة 27 من الفرنسيين تحمل مواقف غير محبذة من المسلمين، حسب استطلاع مركز (بيو)، وهي نسبة تزيد ثلاثة أضعاف عن تلك التي قالت إن لديها مواقف سلبية من اليهود. وتجد الصحيفة أن شعور المسلمين الفرنسيين ومعظمهم من شمال إفريقيا بالعزلة والتهميش لا يمكن إنكاره أو تجاهله مع زيادة الشكاوى من مظاهر التمييز التي يلقونها في مراكز العمل وملاحقة الشرطة لهم وهجوم الإعلام والساسة عليهم. وينقل التقرير عن نجم حكيم (25 عاما)، وهو مهاجر من الجزائر، قوله: (هناك عنصرية متزايدة في فرنسا وبشكل يومي، افتح التلفاز وكل ما تراه هو دعاية سيئة عن المسلمين). وقد نشأ حكيم في المناطق المحيطة بحي فينسين في باريس. وعلى خلاف هذا المكان المليء بالمتنزهات والشوارع المشجرة والمقاهي، فما يحيط بحكيم مناطق خاوية وبنايات أسمنتية وشبان مثله يكافحون للحصول على عمل في ظل اقتصاد خامل. وتوضح الصحيفة أن كونه مسلما يزيد من مصاعب الحياة، ويقول حكيم: (بعد العمل إن خرجت مع أحد الزملاء، وقلت إنك لا تشرب الخمر أو تأكل الخنزير، يقول الناس: (لا نحب هذا الرجل). * إجراءات جديدة بريطانية ضد المسلمين حذر تقرير برلماني بريطاني من هجمات قد تطال بريطانيا، عززتها الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا على الضفة الجنوبية من المتوسط. بدورها، وجهت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، رسالة إلى (المتطرفين) في بريطانيا في خطاب كشفت فيه عن أحدث الإجراءات التي ترميها حكومة بلادها في حربها على التطرف في الداخل. ووعدت ماي بتعابير صارمة ولغة جسد حادة، بحملة على من سمتهم دعاة الكراهية من رجال الدين، وقالت: (لهؤلاء أقول: لن نتسامح بعد الآن، سنفضح معتقداتكم المليئة بالكراهية ونكشف حقيقتها.. ونقطع طريقكم إلى نشرها، سنحاكمكم ونقف متحدين في وجه محاولاتكم لتقسيمنا ونهزمكم). ووعدت ماي أيضا بالتحقيق في مجالس الشريعة في البلدات التي تقطنها تجمعات من المسلمين، والتي يلجأ إليها هؤلاء في الخصومات العائلية وقضايا الورث وما شابه. وتعد بريطانيا، التي تضم نحو ثلاثة ملايين مسلم، من أكثر دول الغرب تأثرا بظاهرة التطرف التي ظهرت بشدة بعد ال 11 من سبتمبر وتوالت ضرباتها حتى الآن. فمن تفجيرات مترو لندن عام 2005 إلى مقتل جندي على يد متطرف عام 2013 وصولا إلى نحو 600 بريطاني يقاتلون، إلى جانب الإرهابيين في العراق وسوريا، بعضهم قد يكون أكبر ذباحيهم.