هدّدت العديد من التنظيمات الطلاّبية بتنظيم احتجاج مفتوح بناء على قرارات اجتماع المكاتب الولائية عبر الوطن، والتي مفادها تفاقم المشاكل الاجتماعية العالقة بقطاع الخدمات الاجتماعية الذي يسير من سوء إلى أسوأ، ممّا يضطرّ الجهات المسؤولة إلى التدخّل من أجل إيفاد لجان مختصّة من أجل الوقوف عند النّقائص وتقصّي الحقائق التي يعيشها الطالب داخل الأحياء الجامعية، وبالتالي وضع حدّ للتلاعب في القطاع الذي بات تسييره نقطة سوداء وجب تعديله· وحسب التقارير والبيانات المرفوعة من طرف المكاتب الولائية للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، والتي تحصّلت أخبار اليوم على نسخ منها، فإنها تشير في مجملها إلى تعفّن الأوضاع داخل الإقامات الجامعية التي أضحت لا تواكب متطلّبات الطلبة بالنّظر إلى سوء التسيير بعدما أثبت المشرّفون على القطاع فشلهم في تسييره، ممّا يستدعي حسب تقارير الاتحاد إيفاد لجنة تحقيق لتقصّي الحقائق والوقوف عند المشاكل العالقة، أهمّها الاجتماعية، والتي كان قد لجأ على إثرها الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين إلى الاحتجاج الخميس الماضي مهدّدين بتنظيم وقفات احتجاجية أخرى مفتوحة إلى غاية النّظر في المشاكل العالقة، والتي أبرزتها التقارير في رداءة الإطعام من حيث الكمّية والنّوعية في مختلف الإقامات الجامعية وحول المعايير الحقيقية وراء توظيف عمّال المطاعم الذين لا تتوفّر فيهم الكفاءة، إلى جانب ضرورة التحقيق في ميزانية الصيانة المخصّصة لتهيئة الغرف، المطاعم، الحمّامات وغيرها، وكذا تلك المتعلّقة بالنّشاطات الرياضية والعلمية والثقافية، والتحقيق كذلك في تسيير النّوادي داخل الإقامات الجامعية مع وضع حدّ لظاهرة التجارة داخل الحرم الجامعي. هذا إلى جانب جملة من المشاكل والنّقائص الأخرى التي قرّر بشأنها المكتب الولائي بالجلفة تنظيم وقفة احتجاجية أخرى اليوم أمام كلّيات جامعة زيان عاشور لمدّة ساعتين انطلاقا من الثامنة صباحا إلى العاشرة· كما أشعر المكتب الولائي للاتحاد ببشار بتنظيم وقفة احتجاجية سلمية يوم الخميس الفارط تكون قابلة للتمديد في حال استمرار الأوضاع على حالها في كامل المجالات التي رفع بشأنها هؤلاء جملة من المطالب، أهمّها الاهتمام والتركيز على جودة ونوعية المواد المقدّمة في الإطعام وتطبيق بنود دفتر الشروط بحذافيره من خلال التقيّد بالجودة والصحّة مع المطالبة بتكثيف النّظافة التي تكاد تنعدم في مختلف الإقامات وخير دليل على ذلك الحالة التي آلت إليها بعض دورات الحمّام في مختلف الإقامات الجامعية، إلى جانب المطالبة بتوفير النّشاطات الثقافية، العلمية والرياضية بتعزيز الأجهزة والمعدّات ومختلف البرامج التي تتوافق معها. والأمر نفسه ينطبق مع مشكل النّقل الذي لايزال يؤرّق الطلبة بالرغم من تطوّره ووفرته في بعض الأماكن إلاّ أنه يبقى غير كاف في جامعات وأحياء تابعة لها في بعض ولايات الوطن التي يشتكي طلاّبها من نقصها، وبالتالي تعرّضهم للازدحام بداخلها، وهي المطالب نفسها التي دوّنها كلّ من مكتب مستغانم، بجاية، تيارت، بن عكنون بالعاصمة وغيرها من المكاتب الولائية التي وقفت تقاريرها عند مشاكل عديدة أثّرت بالسّلب على التحصيل العلمي للطالب الذي كان قد أعطى بشأنه المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية توجيهات تصبّ في مجملها على تحسين الظروف المعيشية للطالب والسّهر على راحته للرّفع من التحصيل العلمي له، وبالتالي توفير له الجوّ المناسب لتمكينه طلب العلم في محيط ملائم كإيجاد حلّ سريع لمشكل الاكتظاظ داخل الغرف والمدافئ المنعدمة التي حولّت محيط بعض الغرف إلى ثلاّجات يستحيل العيش بداخلها في فصل الشتاء، إلى جانب توفير المياه وغيرها من المتطلّبات· من جهة أخرى، طالب الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بفتح حوار بنّاء وعقد اجتماعات دورية مع مختلف التنظيمات الطلاّبية من أجل الوقوف عند المشاكل وإيجاد حلول مشتركة لها، إلى جانب وضع معايير حقيقية لكيفية تعيين رؤساء المصالح من خلال الخبرة والكفاءة والحياد الإداري، مطالبين بالوقوف الجدّي على كافّة المشاكل مع الرّفض المطلق لسياسة التهميش المطبّقة عليهم. للإشارة، فإن التقارير المرفوعة من طرف مختلف المكاتب الولائية للاتحاد تمّ إرسال نسخ منها إلى كلّ من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية ووالي كلّ ولاية ورئيس جامعتها، المدير الولائي للخدمات الجامعية، مدراء الإقامات، الصحافة ومصالح الأمن·