يشتكى العديد من قاطني الأحياء السكنية من عودة التجار العشوائيين الذين يزاولون التجارة الفوضوية ويخلفون كميات كبيرة من الأوساخ والقمامة كل يوم، حيث جعلوا من هذه الأحياء سوقا يوميا فوضويا يغرق تحت الأوساخ والقاذورات المقرفة. مليكة حراث رغم شروع وزارة التجارة عبر كل مديرياتها الولائية تقريبا منذ أكثر من عامين في تطبيق إجراءات جديدة لتنظيم كل أنواع الأسواق بداية من أسواق الجملة وصولا إلى أسواق التجزئة والأسواق المغطاة من خلال إجراءات جديدة تؤدي إلى معالجة العديد من الاختلالات التي تشوب مجال التجارة، غير أن الحكومة على ما يبدو فشلت في احتواء الوضع ولم تتمكن من طي ملف القضاء على التجارة الفوضوية بشكل نهائي. وعليه، قرر سكان حي 286 مسكن بلابروفال ببلدية القبة إيداع شكوى لدى وكيل الجمهورية لمحكمة حسين داي بسبب التجار والباعة الفوضويين الذين باتوا يشكلون هاجسا كبير لدى سكان الحي الذين تذمروا كثيرا من تصرفاتهم بعدما طرقوا كل الأبواب من أجل وضع حد لهذه الفوضى العارمة بحيهم، حيث كانوا قد ناشدوا عدة مرات السلطات المحلية بالتدخل ولكن دون جدوى رغم أن رئيس بلدية القبة يقطن على بعد أمتار فقط من هؤلاء الباعة، بالإضافة إلى عدة شكاوي لدى مصالح الأمن كذلك وبدون فائدة ما أجبرهم هذه المرة إلى إيداع شكوى رسمية لدى المحكمة والتي تحصلت أخبار اليوم على نسخة منها تضمنت العديد من الشكاوي أهمها استغلال حظيرة سيارات السكان من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة مساء، وحرمان السكان من استغلال هذه الحظيرة يوميا في جميع المجالات، استعمال الألفاظ غير المحترمة والبذيئة، تجاوزات في استعمال الأرصفة وتضييق الطريق العام، استعمال العنف فيما بينهم يوميا، رمي النفايات في جميع أرصفة الطريق العام المحاذي لحي 286 مسكن، ترهيب السكان بالألفاظ غير المحترمة وفي بعض الأحيان استعمال الأسلحة البيضاء، بالإضافة إلى غلق الطريق المزدوج لحي 286 مسكن وازدحام السيارات يوميا والفوضى وعدم احترام أي إنسان. كما أوضح سكان المنطقة عند زيارتنا للمكان أن هذه التجاوزات أصبحت عادية لعدم احترام القانون المدني عند هؤلاء التجار، مشيرين إلى انتشار العربات والشاحنات لبائعي الخضراوات وحتى الخبز، ضاربين بصحة المستهلك عرض الحائط واحتلوا الطرقات والأرصفة ومداخل الوحدات السكنية بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة كل الميادين والشوارع بحالة من الشلل بسبب انتشار فوضى البائعين رغم استغاثات المواطنين للمسؤولين أكثر من مرة بتجميع الباعة في أماكن خارج الكتلة السكنية دون جدوى. وأضاف قاطنو هذا الحي أن مخلفات هذه الأسواق العشوائية أدت إلى انتشار أكوام القمامة، كما احتل الباعة جميع الشوارع حتى شوارع المدن الأمامية والخلفية حيث لا يستطيع أي مواطن السير بدون مضايقة، متسائلين عن سبب غياب الرقابة، فبعدما كانت التجارة الفوضوية تمارس في أماكن معزولة أصبحت في الآونة الأخيرة تستحوذ على الأحياء السكنية وبين العمارات رغم أن هناك أسواقا يومية بالمدينة ولها مكان محدد لا يلتزم بها الباعة ليبقى التنظيم الجديد الذي من شأنه أن يضع حدا نهائيا لهذه الممارسات غير الشرعية وغير القانونية حلم يراود التجار والمواطنين على حد سواء.