وصل العبادي إلى الولاياتالمتحدة بينما ما زال التنظيم الجهادي يُسيطر على مناطق في العراق بما فيها الموصل ثاني مدن البلاد. لكن القوات العراقية التي أضعفتها الحروب وحالات الفرار ونقص التمويل تمكنت من صد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه بغداد، إلا أنها تواجه صعوبات على جبهات أخرى. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن تنظيم -الدولة الاسلامية- خسر بين 25 وثلاثين بالمائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها منذ بدء الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، التي بلغ عددها 19 ألفا. وقال الكولونيل ستيفن وارن المتحدث باسم البنتاغون إن المناطق التي خسر تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة عليها تمثل من 13 ألف الى 17 ألف كلم مربع خصوصا في شمال ووسط العراق، حسب المتحدث الأمريكي. وأضاف وارن إن تنظيم الدولة الإسلامية يتراجع ببطء ولكن ستكون معركة طويلة. ويُولي أوباما أهمية كبرى لإضعاف وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية خوفا من أن تتحول الأراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق الى قاعدة انطلاق لعمليات إرهابية في المنطقة والعالم. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا يشن ضربات جوية على التنظيم ويقدم الأسلحة والتدريب للقوات العراقية. ويتوقع أن تركز المحادثات في البيت الأبيض على تحديد الخطوات المقبلة في المعركة. وكانت تكريت تعد اختبارا لقدرات القوات العراقية قبل هجوم لطرد الجهاديين المتطرفين من الموصل. لكن ووسط تشكيك في قدرة القوات العراقية على القيام بهذه المهمة، أعلن العبادي الأسبوع الماضي أن الخطوات المقبلة قد تكون في محافظة الأنبار. وتقول واشنطن إن الهجوم على الموصل يجب ان يجري عندما تكون الاستعدادات كاملة لشنه (...) ويجب ألا يكون مرتبطا ببرنامج زمني بل بالجاهزية. وصرح مسؤول امريكي أن هذا الهجوم سيحتاج الى قدرات كبيرة وبناؤها سيحتاج الى وقت. وترى الحكومة الأمريكية أن وصول العبادي الى السلطة أدى الى تغير الوضع في البلاد المهددة بالتوتر الديني خصوصا بينما كان قسم من المسلمين السنة الذين يشكلون عشرين بالمائة من سكان العراق، يشعرون بأنهم مهمشون من قبل سلطات بغداد التي يهيمن عليها الشيعة مما دفع البعض منهم الى تقبل وحتى دعم تنظيم الدولة الإسلامية. ولفت مسؤول امريكي الى (أن حكومة العبادي مختلفة عن سابقتها بشأن تعاطيها مع كافة المسائل الهامة)، مشيرا الى الأزمة العميقة التي كانت تواجهها البلاد عندما كان نوري المالكي في الحكم. لكن معركة تكريت كانت أيضا مصدر توتر مع واشنطن عندما اعتبرت أن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران احيانا هي التي تقود الهجوم. وقال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام إن القادة العراقيين لا يريدون أن يكونوا (دُمى) في يد إيران المجاورة، مؤكدا أن القوات العراقية يجب أن تتلقى أوامرها من بغداد وليس من طهران. وايا تكن الاستراتيجية المعتمدة فإن استقرار البلاد ما زال مشروعا بعيد المنال. وقال مسؤول امريكي (إنها حملة طويلة الأمد). وأضاف (ستكون طويلة، طويلة، طويلة. يجب قطعا أن يبقى ذلك في البال).