تواصل القوات الأمنية العراقية التقدم في تطهير عدة مناطق من سيطرة الجماعات المسلحة و بالخصوص في قضاء بيجي الذي يضم أكبر مصفاة للنفط في العراق فيما ارسلت الولاياتالمتحدة التي تقود التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إضافية من أجل تحرير محافظة الأنبار وسط تضارب في الانباء بشأن إصابة او مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية /داعش/ ابوبكر البغدادي في غارة جوية قرب مدينة الموصل. و بعد اشتباكات عنيفة تمكنت القوات الامنية بمساندة الحشد الشعبي من جهة و دعم التحالف من جهة اخرى من اعادة الكفة لصالحها و استرجاع بيجي/التابعة لمحافظة صلاح الدين/ من أيدي عناصر "داعش" و التقدم نحو اجزاء اخرى من المحافظة و مدن اخرى بالمنطقة لتحريرها. الجيش العراقي وبدعم من التحالف يضيق الخناق على داعش و يكبده خسائر جسيمة شهد شمال و جنوب مدينة تكريت بصلاح الدين اليوم قصفا لطيران الجيش استهدف مواقعا تابعة لتنظيم "داعش" ما أسفر عن مقتل 23 من عناصره من بينهم قياديين بارزين. و أفاد مصدر امني في عمليات صلاح الدين بان طيران الجيش قصف عجلات تابعة لداعش في بيجي أدى الى مقتل 16 ارهابيا فضلا عن تدمير عجلاتهم والياتهم الحربية. كما قتل سبعة مسلحين في ناحية الضلوعية جنوب تكريت وقضى على 4 قياديين من تنظيم داعش في غارة جوية لطيران الجيش العراقي في منطقة "السعدية" بمحافظة ديالى حسب ما أعلنته وزارة الدفاع العراقية. و في خضم هذه التطورات تضاربت الانباء بشأن إصابة و مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة جوية قرب مدينة الموصل. ففي الوقت التي اعلنت فيه وزارة الداخلية العراقية عن اصابة البغدادي صرح البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية) على لسان المتحدث باسمه الكولونيل ستيف وارن إن المسؤولين الأمريكيين "غير قادرين على تأكيد التقارير" التي تفيد باصابة البغدادي في الغارة التي نفذها الطيران الأمريكي, مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها تأكيد تقارير مقتل أو إصابة البغدادي. أما قائد عمليات محافظة الأنبار العراقية الفريق رشيد فليح فقد اكد مقتل قيادي في التنظيم عدي عطالله الشعباني في عملية أمنية خاصة شمال مدينة الرمادي/غرب/. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن أن مقاتلات التحالف الدولي استهدفت قادة كبار في تنظيم داعش كانوا مجتمعين قرب مدينة الموصل مساء الجمعة الماضية , ما أدى إلى مقتل 50 منهم على الأقل دون تأكيد ما إذا كان البغدادي ضمن هؤلاء القادة. و في تطور متصل قالت وزارة الدفاع البريطانية انها استعانت ل"اول مرة" بطائرات من دون طيار من طراز "ريبر" لشن ضربات عسكرية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في العراق موضحة ان "الطائرات نفذت جميع الاجراءات التي تقوم بها المقاتلات العادية حيث قامت بعد تحديد الهدف في منطقة بيجي باطلاق صاروخ /هيل فاير/ مجموعة من الارهابيين كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة". وواصلت الطائرات البريطانية مهامها الاستطلاعية والتجسسية في المنطقة لمساعدة طائرات اخرى تابعة للتحالف الدولي حيث حددت أهدافا لمقاتلات حليفة شنت غارات جوية. و على صعيد متصل سيطرت القوات الامنية و عناصر الحشد الشعبي على مناطق متفرقة في منطقة "الشامية" بناحية "البغدادي" القريبة من "هيت" و"الدولاب" و "كبيسة". ميدانيا و في بغداد تمكنت القوات الامنية العراقية من تفكيك عبوات ناسفة عديدة ومعالجة منازل مفخخة وتحرير مختطفين في مناطق متفرقة من حزام بغداد خلال 24 ساعة الماضية. وذكر بيان لقيادة عمليات بغداد ان "القوات الامنية تمكنت من تفكيك 188 عبوة ناسفة وتدمير 9 اوكار للارهابيين ومعالجة 3 منازل مفخخة وضبط كمية من الاسلحة و تحرير مختطفين اثنين والقاء القبض على خاطفيهم بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من المطلوبين في مناطق متفرقة من بغداد خلال ال 24 ساعة الماضية. تعزيزات عسكرية امريكية اضافية لتحرير الانبار و تزامنا مع هذه التطوات الميدانية وصلت دفعة تضم 180 مستشار و خبير عسكري أمريكي جوا الى القاعدة الجوية /الاسد/ بمحافظة الانبار/غرب العراق/ لتعزيز الجيش في حربه ضد تنظيم (داعش) في مهمة تتركز على "مدى امكانية استخدام المنشآت كمركز للمساعدة و تقديم النصح لدعم قوات الامن العراقية" وفقا لما اعلنه البنتاغون. و التقى المستشارون الامريكيون بالقيادات الامنية العراقية للتنسيق لتنفيذ العمليات الأمنية التي تستهدف مواقع "داعش" فضلا عن تقديم الخطط والاستشارات العسكرية خلال العمليات العسكرية بتحرير مدن الأنبار. و هذه اول مرة يتم ارسال قوات عراقية الى الانبار منذ ان قررت واشنطن ارسال مستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة بغداد ضد عناصر التنظيم حيث سيتولى البعض منهم توفير امن الخبراء الذين يقومون بتقييم القاعدة الجوية الواقعة في عمق الصحراء. و يأتي هذا الاجراء بعد ثلاثة ايام من اعلان الرئيس باراك اوباما ارسال 1500 مستشار عسكري اضافيين الى العراق. و مع هذه التطورات الميدانية أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان "المرحلة المقبلة ستشهد تولي وزارة الداخلية الملف الامني في بغداد" فيما أشار الى ان الحكومة متجهة لرفع الحواجز في العاصمة وفتح الشوارع فضلا عن اجزاء من "المنطقة الخضراء" داعيا الى "التصدي بقوة للاعمال الارهابية والجريمة المنظمة واتخاذ اشد العقوبات والاجراءات القانونية ضد عصابات الاختطاف والجريمة التي تعرض الأمن المجتمعي لمدينة بغداد للخطر".