علقت آلاف العوائل النازحة من محافظة الأنبار، بسبب التردي الأمني فيها، عند معبر بغداد، بعد أن حالت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قيادة عمليات بغداد دون دخولهم، فيما سجلت حالات وفاة بين النازحين، بسبب الإرهاق والمرض. وقال عضو اللجنة التنفيذية لإغاثة النازحين، عبدالله الجميلي، إنّ الإجراءات التي اتخذتها قيادة عمليات بغداد، من خلال شرط توفر كفلاء من أهالي بغداد، يوقعون على تعهد خطي بكفالة كل نازح من أهالي الأنبار حتى يسمح بدخوله إلى بغداد، حال دون دخول آلاف العوائل الأنبارية التي لا تزال عالقة عند منفذ بزيبز غرب بغداد). وأضاف أنّ (الآلاف من تلك العوائل ليس لديهم معارف أو أقارب في بغداد، حتى يكفلوهم، ولا سبيل لديهم إلا البقاء في الشوارع). وانتقد الجميلي تلك الإجراءات، مؤكّدا أنّ (الأنبار اليوم في أزمة خطيرة، ويجب أن تكون هناك تسهيلات في دخول تلك العوائل)، مشيراً إلى (تسجيل حالات وفاة بين النساء والأطفال الذين افترشوا العراء ولعدّة أيام، بسبب معاناة نقص الغذاء والدواء، وأعمار الأطفال الصغيرة التي لا تتجاوز الأيام). وناشد الجملي، هيئات ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية ب(التدخل العاجل ومد يد العون للنازحين والتخفيف من معاناتهم). من جهتها، حمّلت مفوضيّة حقوق الإنسان العراقية، (الحكومة، متمثلة في وزارة الهجرة، مسؤولية التقصير الكبير في هذا الملف وترك العوائل في العراء). وقالت عضو اللجنة، بشرى العبيدي، إنّ (وزارة الهجرة أهملت ملف النازحين، ولم تتّخذ أيّة إجراءات، ولم تخطط لأزمة الأنبار، رغم تحذيراتنا السابقة)، مبينة أنّه (كان من المفترض أن تقيم الوزارة خيماً في المناطق الحدودية قرب بغداد، لإيواء النازحين، حتى تكتمل الإجراءات الأمنية لدخولهم). وطالبت الحكومة ب(التخفيف من إجراءات الكفيل، وتأمين الغذاء والدواء بشكل عاجل للنازحين، وأن تقوم كافة الوزارات المعنية بدورها إزاء الأزمة الخطيرة). كما أثنت العبيدي على (الدور الكبير الذي أبداه الوقف السني، من خلال كفالته عدداً كبيراً من النازحين، وفتح أبواب المساجد لاستقبالهم وإيوائهم). من جهته، دعا رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، الحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية إلى (التدخل بشكل عاجل لتسهيل إدخال العوائل، وتوجيه منتسبيها بتقديم كل التسهيلات الأمنية التي من شأنها مساعدة النازحين وتقديم العون لهم). وقال الجبوري، في بيان صحافي، إنّ (مضايف الأنبار كانت دوماً محضناً للعراقيين وملاذاً آمنا لهم، وإن الذاكرة العراقية تزخر بمواقفهم المشرفة في أوقات العسر والشدة، ولا يمكن القبول مطلقاً بزيادة معاناتهم)، مؤكّداً (حان الوقت لرد جزء من الجميل للأنباريين، تثميناً لمواقفهم البطولية المشرفة في مقارعة الإرهاب). بدوره، ناشد رئيس اللجنة العليا لإغاثة النازحين رئيس الوزراء، صالح المطلك، جميع المنتسبين وعناصر الأمن ب(تسهيل إجراءات دخول نازحي محافظة الأنبار إلى بغداد وتقديم المساعدات اللازمة لهم). وبحسب بيان لمكتبه، فإنّه (زار المطلك، في وقت متأخر من الليلة الماضية، عدداً من حواجز التفتيش المؤدية إلى العاصمة، ووقف على معاناة النازحين، وتعهّد بتقديم المساعدة لهم"، داعياً جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخدمية إلى "تسخير ملاكاتها لمساعدة النازحين من محافظة الأنبار). يشار إلى أنّ مدينة الرمادي تشهد عملية نزوح جماعي، خوفاً من بطش تنظيم "داعش"، الذي تقدم بشكل خطير في المدينة. فرار أكثر من 90 ألف شخص قالت الأممالمتحدة الأحد إن أكثر من 90 الف شخص يفرون من اعمال العنف في محافظة الأنبار بغرب العراق. ونجح متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في السيطرة على أراض حول الرمادي عاصمة المحافظة خلال الأسبوع الأخير مما أدى الى نزوح آلاف الأسر.