أعلن المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب عن عقد اجتماع اليوم بمقرّه في الجزائر العاصمة لبحث قانون لمحاربة الإرهاب يتمّ تطبيقه بالمناطق التي تواجه تهديدات الإرهاب· ويبحث الاجتماع الذي يدوم يومين، حسب مصادر على صلة به، أيضا خارطة طريق جديدة لدرء تهديدات الجماعات الإرهابية بشمال إفريقيا والساحل والقرن الإفريقي· وقال مدير المركز الإفريقي إلياس بوكراع في بيان إن مشروع القانون حول الإرهاب سيعدّه خبراء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي دون تقديم تفاصيل أخرى، وأفاد مصدر دبلوماسي يشتغل في المركز بأن الاجتماع سيحضره مسؤولون في أجهزة الأمن بعدّة دول إفريقية، ولهؤلاء حسبه تجربة كبيرة في محاربة الإرهاب· وعلى صعيد ذي صلة، صرّح مفوّض الأمن والسّلم في الاتحاد الإفريقي الجزائري رمضان لعمامرة بأن الأفارقة يستحسنون الجهود التي يتمّ بذلها على مستوى منطقة الساحل، والمبادرات التي اتّخذتها الجزائر على الصعيد العملياتي، في إشارة إلى قيادة الأركان المشتركة بين الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا التي أنشئت في ماي الماضي بمنطقة تمنراست بأقصى جنوبالجزائر لتكون منطلقا لشنّ حملات عسكرية ضد مواقع الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل جنوب الصحراء· وذكر لعمامرة أن الاتحاد الإفريقي يحاول مساعدة الدول الإفريقية من أجل اتّخاذ نفس الإجراءات التي قامت بها الجزائر مع الدول المجاورة، على غرار الشبكة العملياتية بتمنراست ومركز تبادل واستغلال المعلومات، وأضاف: هذا هو الطريق الواجب اتّباعه من أجل التعاون وبناء الثقة وتعزيز التنسيق وتبادل الوسائل كي يتسنّى لدول المنطقة تحسين الوضع بها· وبخصوص ظاهرة الإرهاب التي أضحت أكبر تهديد للحكومات الإفريقية، قال مفوّض الأمن الإفريقي: الإرهاب منتشر في عدّة مناطق بأفريقيا، فتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينشط في الساحل والشباب في الصومال، ولورد ريزستانس آرمي ينشط في أوغندا والبحيرات الكبرى، وهو ما يدلّ على أن هذه الآفة عابرة للحدود والأوطان· ويشارك في المؤتمر 200 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية من إفريقيا وخارجها حسب منظّمي التظاهرة، أبرزهم تاي بروك زرهون ممثّل الأمين العام الأممي، أمين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، رئيس نيجيريا سابقا أوليسيغون أوباسانجو، رئيس جنوب إفريقيا سابقا تابو مبيكي وعميد الرؤساء الأفارقة كينيت كاوندا· وفي نفس السّياق، سيبحث وزراء الداخلية والعدل العرب في اجتماع مشترك يوم 21 ديسمبر الجاري بالقاهرة سبل تفعيل الاتّفاقية العربية لمكافحة الإرهاب· وذكرت مصادر مسؤولية بالجامعة العربية حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن الوزراء العرب سيدرسون سبل تعزيز التعاون بين مجلسي الداخلية والعدل والتوقيع على عدّة اتّفاقيات مشتركة سبق اعتمادها والمتعلّقة بمكافحة غسيل الأموال والفساد وتمويل الإرهاب، وكذا مكافحة الجريمة المنظّمة عبر الحدود الدولية· وسيناقش الاجتماع المشترك الاتّفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، إلى جانب الاتّفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية· وأشارت المصادر إلى انعقاد الدورة ال 26 لمجلس وزراء العدل العرب تسبق أعمال الاجتماع المشترك لمجلس وزراء الداخلية والعدل العرب وذلك للبحث في عدد من القضايا المهمّة والخاصّة بتعزيز التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة البحرية وتطوير أنظمة العدالة وتطوير آليات عمل المجلس· ويبحث وزراء العدل ملف مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لتنفيذ الاتّفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وفقا للآلية التنفيذية للاتّفاقية وسبل تعزيز التعاون العربي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب· كما يناقش الوزراء مقترحات خاصّة بإنشاء آلية متخصّصة لمكافحة الاتّجار بالبشر وإشكالية تسليم واسترداد المجرمين المحكوم عليهم وإعداد مشروع قانون عربي موحّد للمعاقين، وكذا عقد ندوة علمية حول تأثير الإرهاب على السياحة وإعداد اتّفاقية عربية لتنظيم زراعة الأعضاء البشرية ومنع الاتّجار فيها ومشروع اتّفاقية عربية لمنع الاستنساخ البشري·