أعلن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، أنه سيتم اقتصاد ما يقارب 60 مليار سنتيم، في تكاليف الحج لهذا الموسم، باعتبار المفاوضات بين الوزارة والمملكة العربية السعودية، أتت بثمارها، مؤكدا أن الأمر سيكون له أثر طيب على تكاليف الحج، وفي هذا الإطار كشف عيسى أن تكلفة الحج تحددها الوزارة الأولى خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي سينظم غدا الخميس. وأوضح بن عيسى أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بدار الإمام، في المحمدية بالعاصمة، على هامش ندوة حول موضوع (الإعجاز القرآني)، بأن الاجتماع الوزاري المشترك سيسفر ايضا عن تعيين مدير الديوان الوطني للحج والعمرة وتكلفة الحج إلى جانب خطة العمل التي سيتم اعتمادها من اجل إنجاحه، معلنا عن إنشاء مؤسسة وقفية حول الإعجاز القرآني بدعوة كل الأسرة العالمة من علماء البيان، اللغة، الفقه، الفلك للانتظام في مؤسسة ذات طابع ديني قراني وقفي من أجل إنشاء أسرة عالمة. وفي هذا الإطار، أشار عيسى إلى أن هذه المؤسسة الوقفية تعتبر أول مؤسسة وقفية تمكنت الوزارة من انجازها لخدمة جامع ابن باديس تعتمد على مرجعين الأول قانون الأوقاف، وأضاف الوزير أن هذه الأخيرة ستسجل وقفا والمرجع الثاني هو قانون الجمعيات الذي يسمح بإنشاء مؤسسات وتوثق لدى موثق معتمد ولها أهداف علمية ودينية لخدمة القرآن الكريم من الجانب الإعجازي، جمع البحوث إلى جانب تنظيم قوافل علمية تجوب الثانويات. ومن هذا المنطلق، دعا محمد عيسى المواطنين إلى ضرورة اعتماد أوقاف جديدة وعدم الاقتصار على الوقفيات التاريخية، مؤكدا بأن عملية جرد اعمال الوقف جد شاقة، مشيرا إلى أن الوزارة استفادت من قرض مرتجع من جدة تمكنت من خلاله جرد عدد كبير من الأملاك الوقفية إلى جانب خضوع نسبة كبيرة منها إلى المنازعات القضائية، كاشفا عن ميزانية جديدة خصصت للوقف تقدر ب140 مليون دينار جزائري، لمواصلة العمل. وعن مشروع أكاديمية الإفتاء صرح الوزير بأن المشروع جاهز وسيقدم إلى أمانة الحكومة قبل شهر جوان المقبل، فالتأسيس القانوني مكتمل والولايات انطلقت في عملية اقتراح الإمام المفتي، وبالمناسبة تطرق إلى الفتاوى العشوائية قائلا: (لقد دققت ناقوس الخطر مبكرا باسم وزارة الشؤون الدينية لذا نحاول إنشاء مجمع للفتوى ليكون التوجيه صادر مع العلماء وسلطة الضبط بدأت في عملها باستقبال القنوات الفضائية). ومن جانب آخر، دعا الوزير كذلك إلى وجوب تجديد الثقة في أمناء المجالس العلمية أو انتخاب آخرين، قائلا إن المجلس العلمي الوطني يقوم بمهامه في انتظار اكتمال مشروع مفتي الجمهورية، فاتحا النار على بعض القنوات بتوجيه الدين للتوظيف السياسي مردفا بقوله (بعض القنوات التي تبث في الجزائر مصدرها غربي ورأس مالها غربي ونحن نهدف إلى ربط الجزائريين بمرجعتيهم الدينية وليس جزارة الإسلام أو العروبة). مرصد وطني لمواجهة الانحراف المذهبي وأردف الوزير أن قطاعه سيقدم للحكومة الجزائرية مشروع إنشاء مرصد وطني لمواجهة الانحراف المذهبي والتطرف الديني، ليكون أداة وقوة اقتراح. من جانب آخر، قال عيسى بخصوص مشاركة الأئمة في المراجعات الفكرية (عدد من أئمتنا يشاركون في المراجعات الفكرية داخل السجون ويفتحون نقاش مع الإرهابيين وعدد كبير منهم تراجعوا عن أفكارهم في انتظار أن تختص الوزارة بهذا الأمر خارج فضاء المتورطين في قضايا الإرهاب فسيتم تنظيم الدورة الثالثة للملتقى الفكري لمراجعة وابطال الدواعم والسندات الشرعية التي يعتمد عليها العمل المسلح باسم الإسلام، فبعض الفتاوى اجتثت من نسق خاص لاستغلالها في سياق آخر فشيخ الإسلام ابن تيمية أصدر فتاوى آنذاك ضد المغول والإفرنجة وهي استثنائية لأنها أصدرت في ظرف خاص ولا يمكن أن تساق ضد المسلمين). وفي شق آخر، كشف المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية عن يوم دراسي في 4 ماي المقبل، وهي مبادرة جاءت بالتنسيق مع الوزارة والهلال الأحمر الجزائري، تهتم بالتكفل بالأشخاص بدون مأوى، موضحا أنه يتم من خلال هذه المبادرة كل الوزارات المعنية وهي ديناميكية جديدة تجمع بين الوزارة والهلال الأحمر، والتي قال إنه سيقدم من خلالها بطاقية رسمية للمحتاجين للهلال الأحمر باعتبارها بطاقية مراجعة ومحينة ستضعها تحت تصرف هذا الأخير، مبرزا أنه إذا استدعى الأمر سيتم تولي الأئمة عملية توزيع المساعدات، وأشار إلى أن 35 ألف إمام لا يتوانون عن ممارسة هذا العمل الخيري.