ما يجري حاليا من صراعات علنية بين وزير الرياضة الدكتور محمد تهمي ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيّد محمد روراوة حول الملعب المؤهّل لاحتضان المباراة النهائية لكأس الجزائر المقرّرة مبدئيا في الثاني ماي المقبل بين أمل الأربعاء ومولودية بجاية، يدخل ضمن الصفعة القوية التي وجّهها رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو باختياره دولة الغابون على حساب الجزائر لاحتضان الدورة المقبلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017. كما كان منتظرا، وكما سبق وأن أشرنا إلى ذلك في أكثر من مناسبة، قرار حياتو بتهميشه للجزائر سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبل اللعبة الأكثر شعبية في بلادنا، خاصّة بعد أن لمّح الوزير تهمي في أكثر من مناسبة بطريقة غير مباشرة إلى أن خسارة الجزائر للعرس القارّي المقبل يتحمّلها من يرأسون كرة القدم في الجزائر، وهي إشارة واضحة إلى رئيس (الفاف) محمد روراوة. روراوة يواصل (الصيام) عن الكلام الى حد اللحظة، وبالرغم من مرور أسبوعين على اختيار الغابون لاحتضان العرس القاري المقبل على حساب الجزائر، إلاّ أن الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيّد محمد روراوة فضّل اِلتزام الصمت ولم يُدل إلى حد الآن بأيّ تصريح علني بخصوص الصفعة القوية التي وجّهها له أحد أصدقائه البارزين في (الكاف) عيسى حياتو. روراوة حتى وإن أدلى بتصريحات مقتضبة فور تعيين دولة الغابون لاحتضان العرس القاري المقبل مفادها أن الجزائر هي الأجدر باحتضان هذا العرس إلاّ أنه لم يوجّه اتهاما مباشرا على أن حياتو هو الذي يقف وراء هذه اللعبة المكشوفة، الأمر الذي جعل الكثير من المتتبّعين لهذه القضية يطرحون أكثر من علامة استفهام عن سرّ (صيام) روراوة عن الكلام وهو الذي كان يجب عليه أن يدلي برأيه بشكل علني وصريح في الذي حدث لملف الجزائر في القاهرة، خاصّة وأن روراوة كان قد وعد الإعلاميين غداة عملية التصويت أو بالأحرى عملية اختيار البليد المنظّم لدورة 2017 بأن ملف الجزائر هو الأحسن. أكثر من ذلك، الكلّ يتذكّر تصريح روراوة لإحدى القنوات الفضائية العربية صبيحة يوم التصويت بأن حظوظ الجزائر كبيرة جدا لاستضافة الدورة المقبلة، نفس الطموحات والتفاؤل صدرت من وزير الرياضة الجزائري الدكتور محمد تهمي، لكن وفي غفلة منهما انقلب -كما يقال- (السحر) على (الساحر) وخسرت الجزائر استضافة العرس القاري المقبل أمام دهشة روراوة وتهمي. حياتو سبب العداء بين روراوة وتهمي فور إعلان عيسى حياتو عن اسم دولة الغابون لاحتضان العرس القاري المقبل راح ينظر وزير الرياضة تهمي إلى وجه رئيس (الفاف) محمد روراوة، نظرة فسّرها الكثيرون بأن القادم سيكون أسوأ بين الرجلين على حساب كرة القدم الجزائرية. تهمي الذي ظلّ وإلى وقت قريب ينسب جميع الإنجازات التاريخية للمنتخب الوطني إلى رئيس (الفاف) محمد روراوة، كما أكد مرارا وتكرارا أنه لن يتدخّل في صلاحية الرجل طالما أنه أثبت مكانته في المنصب الذي يتولاّه، حدث ما لم يكن في الحسبان وتحوّلت العلاقة الوطيدة بين الرجلين، والتي كانت أكثر من (سمن على عسل) بفعل (الفاعل) حياتو إلى عداء فاق عداوة القطّ مع الفأر وبات كلّ واحد منهما يتربّص بالآخر بطريقته الخاصّة. مكان إقامة نهائي كأس الجزائر كشف العداء (المستور) بين تهمي وروراوة تزامن تاريخ خسارة الجزائر تنظيم العرس القاري المقبل مع اقتراب إقامة نهائي كأس الجزائر لهذه السنة. ففي الوقت الذي كان فيه وزير الرياضة الدكتور محمد تهمي يوجّه اتهاماته ولو بطريقة غير مباشرة إلى روراوة بسبب ما حدث لملف الجزائر في القاهرة، كان رئيس (الفاف) محمد روراوة يخطط في الخفاء للردّ على كلام تهمي، فخرج بخرجة لم يكن ينتظرها الوزير حينما اختار ملعب (مصطفى تشاكر) لإقامة المباراة النهائية لكأس الجزائر بين أمل الأربعاء ومولودية بجاية، وهو الاختيار الذي زلزل الأرض تحت أقدام الوزير تهمي، واصفا ما أقدم عليه روراوة بأنه مسّ بوزارته فراح يدعو وزير السكن والبناء السيّد عبد المجيد تبّون إلي مرافقته لزيارة ملعب 5 جويلية للوقوف على سير الأشغال الجارية به، وإن كان مؤهلا لاحتضان المباراة النهائية في الثاني ماي المقبل. في اليوم الموالي من الزيارة التي تمّت مطلع هذا الأسبوع، خرج الوزير تهمي بخرجة فاجأت الجميع، حيث قال إن المباراة النهائية بين أمل الأربعاء ومولودية بجاية ستُجرى في ملعب 5 جويلية بدلا من ملعب (تشاكر). خرجة الوزير أضحكت الكثير والكثير من الإعلاميين، اللّهم إلاّ الموالين له والعاملين في (بلاطه)، إذ كيف لملعب عشبه الطبيعي في طريق النمو والأشغال ما تزال جارية به لترميم المدرّجات وما بالكم بغرف تغيير الملابس ودورات المياه التي لم تكتمل بعد ويستحيل أن تنتهي قبل شهر من الآن، وهو ما وقفت عليه جريدة (أخبار اليوم) خلال زيارتنا لهذا الملعب مطلع هذا الأسبوع كذلك، يمكن أن يحتضن مباراة مصيرية مثل كأس الجزائر؟ روراوة اختار ملعب (تشاكر) وترك تهمي يلعب ب (النّار) حتى وإن كان اختيار ملعب (تشاكر) لإقامة المباراة النهائية بين أمل الأربعاء ومولودية بجاية عين الصواب على اعتبار أن ملعب 5 جويلية غير مؤهّل حاليا لاحتضان مباراة كروية بحجم نهائي كأس الجزائر، إلاّ أنه عرف كيف يردّ على تهمي، حيث وضعه بين مطرقة (الفيفا) وسندان الركوع له. وبما أن كلا الاختيارين في غاية المرارة للوزير تهمي فهو مخيّر، إمّا الرضوخ لاختيار روراوة أو مواصلة اللعب بنار (الفيفا)، النّار التي ستحرق كرة القدم الجزائرية وما بناه روراوة في نظر تهمي ذاته. ونار (الفيفا) تتمثّل في معاقبة الجزائر بحرمانها من المشاركة في جميع المنافسات الكروية على اعتبار أن ما أقدم عليه تهمي بشان إرغام روراوة على إعادة نقل المباراة النهاية لكأس الجزائر من ملعب (تشاكر) إلى ملعب 5 جويلية يعتبر تدخّلا في شؤون الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف). وفي هذه الحالة فإن قوانين هيئة بلاتير واضحة وضوح الشمس (إنه في حال تدخّل الدولة في قرارات اتحادية كرة القدم يعتبر تدخّلا في صلاحيات الفيفا، وعليه ستتمّ معاقبة البلد بالحرمان من المشاركة في المنافسات الدولية). الوزير تهمي مطالب بالرضوخ لقرار روراوة الآن وقد انكشفت (اللعبة) بين روراوة وتهمي، وهي اللعبة التي تميل فيها كفة الفوز لمصلحة الرجل الأول في (الفاف) ما على وزير الرياضة محمد تهمي حتى وإن كان يجيد مهنة الطبّ إلاّ الرضوخ لقرار روراوة الذي اختار ملعب (تشاكر) لاحتضان نهائي كأس الجزائر في الثاني ماي المقبل. فالحبل الذي يستعمله حاليا الوزير تهمي قبل أن يحرقه سيحرق كرة القدم الجزائرية، فقرار اختيار الملعب المؤهّل لاحتضان المباراة النهائية لكأس الجزائر من صلاحيات رئيس (الفاف) محمد روراوة وليس من صلاحيات تهمي. النهائي سيلعب في (تشاكر) رغم أنف الوزير تهمي بغض النظر عن نيّة الوزير في نقل المباراة النهائية لكأس الجزائر من ملعب (تشاكر) إلى ملعب 5 جويلية فإن نيّة روراوة هي التي ستفوز إن لم نقل قد فاز على منافسه تهمي، بعد أن بات جليا أن المباراة النّهائية سيحتضنها ملعب (مصطفى تشاكر) بمدينة البليدة. وممّا يغذّي هذا الطرح هو طبع تذاكر النهائي والمقدّرة بحوالي 27 ألف تذكرة، تمّ منح 22 ألف تذكرة بالتساوي لمنشّط النهائي والعدد المتبقّي والمقدّر بخمسة آلاف تذكرة ستباع يوم المباراة.