يعيش المسلمون الروهنجيا فى هذه الآونة أياما صعبة أكثر من الأيام الخوالي بين معتقلين في السجون بسبب أنهم يريدون الذهاب إلى مساجدهم للصلاة أو بسبب أن أقدمت المرأة على تغطية شعرها وبين غريق في ماء البحر أثناء هروبه من بطش الشرطة البورمية والبوذيين المتطرفين وبين نساء تصرخ في سجون ماليزيا وبنجلاديش خوفا من اغتصابهم وبيعهم على يد تجار البشر. بالأمس حكمت السلطات البورمية على شاب روهنجي يدعى (كمال كولامياه) 25 عاما من قرية شيلخالي شمال مدينة منغدو بأراكان بالسجن لمدة عام وتغريمه ب 600 ألف كيات بورمي بتهمة اقتناء جوال ذكي واستخدام شريحة بنجالية في تفعيله. وكان الشاب كمال تعرض للتفتيش خارج منزله مع عدد من أصدقائه من قبل القوات البورمية خلال قيامها بالتجوال في أنحاء القرية، وقامت بضربه واعتقاله وتسليمه للشرطة. وأصبح عشر نساء روهنجيات في عداد المفقودين بعدما فروا من مدينة بوثيدونغ بولاية أراكان وركبوا قاربا من بنجلاديش متوجهين إلى ماليزيا بحثا عن الملاذ الآمن والوظائف الجيدة. وقال لاجئون روهنجيون في ماليزيا إنه من الممكن أن يكون المهربون باعوا النساء في تايلند لاسيما وأنه مضى على وقت ركوبهم القارب أكثر من ثلاثة أسابيع، بينما أضاف لاجئ آخر روهنجي في ماليزيا إنه دفع 6000 رينغيت ماليزي أي (أكثر من 1.7 مليون كيات بورمي) إلى مهرب للإفراج عن إحدى قريباته، لكنه أخذ المال ولم يفرج عن المرأة. وكثفت السلطات البورمية مؤخرا زرع نقاط للتفتيش على مداخل الشوارع ومخارجها ومفاصل الطرق الرئيسية في المدن التي يتركز فيها وجود الروهنجيا بأراكان مثل منغدو وبوسيدونغ وراسيدونغ، وتمارس عبر هذه النقاط صور عديدة من القمع والتعسف ضد الروهنجيا. تضييق وعنصرية وبحسب شهود عيان فإن هناك أكثر من 30 نقطة للتفتيش تتوزع في مناطق متفرقة، موضحا أن جنود التفتيش يجبرون الفتيات الروهنجيات أثناء المرور بهذه النقاط على خلع الحجاب كاملا وإلقاء غطاء الرأس. فيما يضطر الرجال للتخلي عما معهم من أموال وممتلكات مقابل المرور بهذه النقاط، وربما يُطالبون أحيانا بتسليم بطاقات الهوية المؤقتة المعروفة بالبطاقات البيضاء. وذكر أن المناطق التي يقل أو ينعدم فيها وجود الروهنجيا تخلو غالبا من نقاط التفتيش. ويصف المصور الوثائقي الأمريكي جريج قسطنطين ما تمارسه الحكومة البورمية من ممارسات تعسفية على أقلية الروهنجيا المسلمة التي تعاني من أوضاع سيئة في الأماكن التي لجؤوا إليها في بنجلاديش أو ماليزيا أو غيرها بأنها مأساوية، مشيرا إلى أن العالم بحاجة للتعرف على يحدث لهم. وقال قسطنطين الذي ينظم معرضا للصور في كوالالمبور عاصمة ماليزيا إنه يحاول من خلاله عرض محنة أقلية الروهنجيا وتشردهم من بلادهم وسيستمر حتى 1 ماي المقبل، مضيفا أنه خلال رحلاته التي تتبع فيها أوضاع الروهنجيا رأى الكثير من المعاناة خصوصا بعد عام 2012 متسائلا كيف يمكن أن يحدث هذا لشعب في العالم. وأشار قسطنطين إلى أنه خلال تسع سنوات ماضية منذ اهتمامه بهذه القضية سجل الصراعات التي شهدتها أقلية الروهنجيا، في محاولة لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد ضد هذا المجتمع عديم الجنسية في بورما. وفي حوار أجرته صحيفة (themalaymailonline) الماليزية أكد قسطنطين أنه يواجه مصاعب كثيرة في تعريف الناس بهذه القضية وصعوبة إيجاد منافذ مهتمة في نشر أعماله أو حتى مجلات تقليدية أو صحف مستعدة لنشر القصص التي يصورها. يشار إلى أن العديد من الفارين الروهنجيا يقعون فريسة سهلة لمهربي البشر في ماليزيا أو تايلند أو الهند ويتم المتاجرة بهم عبر طلب فدية من أقاربهم في الدول الأخرى للإفراج عنهم، كما يتم استغلال النساء في أغراض جنسية منافية للأخلاق والأطفال في أعمال سخرة. وتفرض السلطات البورمية تفرض تكتيما إعلاميا خانقا على ولاية أراكان وتحظر على الروهنجيين فيها اقتناء الجوالات الذكية تخوفا من استخدامها في تسريب أخبار الاضطهاد إلى العالم الخارجي. وينتظر المسلمين الروهنجيا الذين صنفتهم الأممالمتحدة بأنهم الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم أن ينظر إليهم حكام العرب كما ينظر الغرب إلى شعوبهم ويدافعون عن قضيتهم ويكفوا يد البوذيين والحكومة عن إيذائهم.