صعدت الحكومة البورمية من وتيرة العنف والاضطهاد بشكل كبير ضد مسلمي الروهنجيا في ولاية أراكان البورمية خلال الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف من اندلاع أزمة جديدة في المنطقة بين مسلمي الروهنجيا والحكومة. وأفاد مراسل وكالة أنباء أراكان أن قوات الأمن البورمي فرضت منذ أيام حصارا على منطقة بوسيدنغ التي تسكنها أغلبية مسلمة وطوقتها بعناصر مسلحة ومنعت المسلمين من مغادرة منازلهم إلى الأسواق أو دخول المساعدات الإنسانية بدعوى التفتيش. وقال المراسل: إن المسلمين أبدوا مقاومة شديدة وكونوا مجموعات من الشباب لصد هجمات قوات الأمن التي بدأت في اقتحام المنازل والتحرش بالفتيات والنساء لإرغامهم على الدخول في الإحصاء بصفة (بنغالي) والتخلي عن مصطلح الروهنجيا. من جانب آخر اقتحمت عناصر من قوات الأمن البورمي قرية كيلادونغ جنوبي المدينة واعتدت على المسلمين فيها وقامت بتخريب ممتلكاتهم الخاصة ردا على نشر صورة لرجل روهنجي أصيب بطلقة نارية من قبل بوذيين متشددين، لم تتخذ فيها الحكومة أي إجراء قضائي، مطالبة المسلمين بتسليم الهواتف النقالة للتحقيق في اتهامات تفيد بالتواصل مع العالم الخارجي ووسائل الإعلام وانتهاكات خصوصية البلاد. يشار إلى أن بورما تشهد خلال هذه الأيام انفلاتا أمنيا بسبب اعتداء الحكومة على طلاب تظاهروا ضد سياسة الحكومة تجاه التعليم، وقد حذرت محققة بالأمم المتحدة من انزلاق نحو الصراع نظرا لتراجع الحكومة عن تعهداتها بحماية حقوق الإنسان فضلا عن انتشار الخوف وانعدام الثقة والعداء.