دعا السلطات إلى التفطّن إلى الآفات الخطيرة على المجتمع الجزائري * هناك قرابة ألف (عابد للشيطان) في الجزائر عبّر أئمة ومشايخ عن أسفهم لما يحدث لأطفالنا وشبابنا على أيدي عصابات الضلال والتضليل التي تبعدهم عن معتقداتهم الدينية والأخلاقية، فعوض التحلّي بصفات المسلم والاقتداء بالنبيّين والصحابة والقرآن الكريم وجّهوا ميولاتهم إلى أمور تبعد كلّ البعد عن المجتمع الجزائري كتلك الموسيقى الصاخبة والتقليد الأعمى للغرب، خاصّة وأن المجتمع الجزائري يشهد موجة التطوّرات التكنولوجية بإيجابياته وسلبياته في ظلّ عصر العولمة الذي يشهد تناميا كبيرا وسريعا ينذر بالخطورة على مستقبل أطفالنا أكثر من غيرهم. أشهر الشيخ عبد الفتّاح حمداش زيراوي سلاح الدين الإسلامي في وجوه من وصفهم بالكفّار الشاذّين، داعيا السلطات المحلّية إلى ضرورة التفطّن إلى مثل هذه الآفة الخطيرة والخطيرة جدّا على المجتمع الجزائري، والتي قد تساهم في خراب كلّ عقول الشباب الجزائري والأمّة الناشئة في الجزائر المسلمة. وأكّد الشيخ عبد الفتّاح حمداش في حوار له مع (أخبار اليوم) أن الدور الحقيقي الذي لابد أن تقوم به وزارة الشؤون الدينية وجمعية العلماء المسلمين لإنقاذ المسلمين هو تربوي وعلمي وتوعوي في الأساس، مقدّما نبذة تاريخية عن تاريخ (عبدة الشيطان في الجزائر). * ما هو الدور الذي لابد أن تقوم به وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للحدّ من انتشار هذه الآفة الشاذّة في المجتمع الجزائري المسلم؟ *** الدور الذي يجب أن تقوم به وزراة الشؤون الدينية وجمعية علماء المسلمين والمجلس الإسلامي الأعلى هو دور تربوي، علمي، دعوي وتوجيهي لإنقاذ المسلمين من الفِرق الضالّة والطوائف الكافرة أصحاب المذاهب الهدّامة، لأن هذه الفِرق لها معتقدات كفرية وعبادات شيطانية مرتبطة بالماسونية التي تسعى لهدم الدين وإخراج الإنسان من علاقته بربّه سبحانه، وفرقة عبدة الشيطان قديمة منذ زمن نبيّ الّله (إبراهيم) عليه السلام لمّا قال لأبيه: {يا أبتي لا تعبد الشيطان، إن الشطان كان للإنسان عصيا}. * متى ظهر عبّاد الشيطان في الجزائر وأين؟ *** فرقة عبدة الشيطان دخلت أفكارها إلى الجزائر منذ السبعينيات عن طريق اليهود الملاعين، وكان للفرنسيين النّصيب الكبير في الترويج لهذه الأفكار والعقائد الشيطانية في الجزائر عن طريق نوادي الغناء والفنّ والأفلام. فرقة (عبدة الشيطان) من الفِرق والجماعات الخطيرة التي انتشرت في كثير من البلاد، وهذه الجماعة تمثّل أحد مظاهر الانتكاسة والبعد عن الفطرة التي فطر اللّه النّاس عليها، إذ توجّهت جماعات وأقوام إلى عبادة الشيطان وتقديسه من دون اللّه. ظهرت فكرة عبادة الشيطان وتقديسه في عدد من الديانات القديمة، وكان عند بعضها آلهة عديدة تمثّل الشرّ، ففي الحضارة المصرية القديمة وُجد الإله (سيت، أو سيث)، وهو يقترب من كلمة (satan) أي شيطان، الذي يمثّل قوّة الشرّ، وقد قدّم المصريون له القرابين اِتّقاءً لشرّه وهذا كلّه شرك وكفر وإلحاد، وفي الحضارة الهندية كان للشيطان دور كبير في حياتهم الدينية عبّروا عنه باسم (الراكشا). وكذلك عند الإغريق كان اسمه (دي إت بولس D it-Boles)، أي: المعترض، وفي أرض فارس بدأت عبادة الشرّ والشيطان على تخوم الصحراء الآسيوية وكانوا يعبدون شياطين الّليل التي تطوّرت للتعبير عن الشر بالظلمة والخير بالنّور وبما يعرف باسم (الثنوية). وفي القرون الوسطى ظهرت في أوروبا عدّة جماعات تتّخذ من الشيطان إلها ومعبودا، منها جماعة (فرسان الهيكل) التي ظهرت في فرنسا وكان لها اجتماعات ليلية مغلقة تبتهل فيها للشيطان وتزعم أنه يزورها في صورة امرأة، وتقوم هذه الجماعة بسبّ المسيح وأمّه وحوارييه والإنجيل وتدعو أتباعها إلى تدنيس كلّ ما هو مقدّس، وكان فرسان الهيكل يتميّزون بلبس قميص أسود يسمّونه (الكميسية). وقد انتشرت هذه الجماعة في فرنسا وإنجلترا والنمسا، ثمّ اكتشفتها الكنيسة وقامت بحرق مجموعة من أتباعها وقتلت زعيمها بين عامي 1310 و1335م، وقد قالت إحدى عضوات هذه المجموعة قبل حرقها: (إن اللّه ملك السّماء والشيطان ملك الأرض، وهما ندّان متساويان ويتساجلان النّصر والهزيمة، ويتفرّد الشيطان بالنّصر في العصر الحاضر). ثمّ ظهرت عدّة جماعات مشابهة بعد ذلك أخذ بعضها يمارس تعذيب الأطفال وقتلهم، وقد خُطف لهذا الغرض مئات الأطفال بين عامي 1432 و1440م، وأخذ بعضهم يقوم بتسميم الآبار والينابيع مثل (جمعية الصليب الوردي)، وفي القرن السابع عشر ظهرت جمعية تسمّى (ياكين) تمارس الطقوس نفسها، وقد أعدم منها فوق الثلاثين فردا، ثمّ ظهرت جمعيات أخرى مثل: (الشعلة البافارية)، (الشعلة الفرنسية) و(أخوة آسيا)، ثمّ اختفت هذه الأفكار لتعاود الظهور في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين. والماسونية هم من وراء هذه الأفكار الشيطانية لأنهم يهدفون إلى إخراج البشرة من الفطرة الربّانية. في الجزائر كانت الفِرق الشيطانية تنشر أفكارها في الثانويات والجامعات، فقد كنّا نتصدّى لهم في الثمانينيات، كانوا يلبسون اللّون الأسود ويجعلون فيه صور هياكل عظمية ورؤوسا عظامية ورعودا وشارات الموتى وكانوا يكتمون حقيقة أهدافهم عن الطلاّب ويخدعونهم بغناء فِرق (البلاك ميتال) التي تمجّد الشيطان وتتغنّى بمظلوميته -على حدّ زعمهم-، وأن اللّه ظلمه ولر يعطيه حقّه لما طرده من رحمته. أمّا في عام 1948م ألّف البريطاني (ألستر كراولي)الذي تخرّج من جامعة (كامبردج) كتابا أسماه (الشيطان الأبيض) دافع فيه عن الإثارة والشهوات الجنسية وألقى محاضرات مطوّلة عن الجنس في بريطانيا وأصبح بعد ذلك هو المعلّم الأول لجماعة (عبدة الشيطان) التي أخذت تنتشر أيضا في الولايات المتّحدة ليتزعّمها بعد ذلك يهودي أمريكي هو (أنطوان شذليفي Antone chethleivy) الملقّب ب (البابا الأسود). وقد ترعرع (ليفي) في كاليفورنيا، وفي سنة 1966م أعلن عن فرقته وأسّس في سنة 1969م معبدا يدعى بكنيسة (الشيطان cos)، كما ألّف عدداًمن الكتب الفلسفية لترويج الفكر الشيطاني، منها كتاب (الشيطان يقول) ويحتوي على عبارات الشيطان التسع وأحكام الأرض الإحدى عشر، وكتاب (الإنجيل الأسود) ويهدف إلى تحقير طقوس المسيحية وشعائرها وإلى بيان كيفية ممارسة العبادة ويعتبر مرجعا أساسيا لتوجيه الأتباع. لقد طرق إبليس أبواب البشرية من جديد لعبادته ولم ييأسوا من إغواء البشرية وخاصّة النصارى في أوّل الأمر، لماذا بالضبط النصارى؟ لأنه يعمل [أي الشيطان] على إبعادهم من العقل والفطرة خشية إبعادهم من التوحيد حتى لا يفهموا الغاية التي من أجلها خلق الإنسان. ظلّت المجتمعات الإسلامية محصّنة فترة من الوقت من هذه (الديانة الإبليسية)، إلاّ أن بعض العوامل أدّت إلى دخولها إلى بعض الدول الإسلامية، أهمّها تطوّر وسائل الاتّصالات، خاصّة وأن شبكة الأنترنت هي الوسيلة الأهمّ لنشر أفكارهم والتواصل بين الأتباع، ولهم على هذه الشبكة أكثر من ثمانية آلاف عنوان. تسارع وتيرة التطبيع بين الدولة اليهودية والعديد من الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي أدّى إلى ازدياد الخلطة بين مواطني هذه الدول وبين اليهود، ولا يخفى هنا حرص اليهود على إفساد المسلمين وصرفهم عن دينهم ونشر الأفكار المنحرفة بينهم، ومنها أفكار عبادة الشيطان، لا سيّما وأن الشيطان حسب العقيدة اليهودية رمز من رموز القوّة المطلقة التي تضاهي قوّة اللّه سبحانه، كما أنهم لا يُحمّلون الشيطان وزر إغواء آدم وإخراجه من الجنّة. * هل لديكم إحصائيات في الموضوع بما أنكم مهتمّون بمحاربة الظواهر الشاذّة في المجتمع الإسلامي عموما والجزائري بوجه خاص؟ *** يوجد عبدة الشيطان في الجزائر وعددهم تقريبي لا يجاوز ألف شخص، حيث حدّثني شابّ من البليدة فقال: (دعيت إلى حفل في جامعة فلمّا دخلت إلى القاعة وجدت علامات ماسونية وأقنعة لعبدة الشيطان فخرجت)، يوجد منهم في العاصمة في شارع (ديدوش)، حيدرة، تيبازة، وهران وبرح البحري. أعمالهم تتمثّل في تسخير كافّة وسائل الإعلام والثقافة والفنّ لنشر أفكار عبادة الشيطان وجعلها مستساغة عند المسلمين، ومن ذلك نشر وسائل الإعلام الغربية لأفلام تتحدّث عن مصّاصي الدماء وأشخاص ذوي قدرات سحرية ليغروا الشباب بامتلاكها إن وجدت، وللأسف تساهم كثير من الفضائيات العربية في نشر مثل تلك الأعمال. اعتقادهم أن الشيطان ظُلِم من قِبَل اللّه -معاذ اللّه- عندما طرده من الجنّة لمّا رفض السجود لآدم، لذلك فإنهم يعتبرون أن الشيطان يستحقّ التقدير، وهو رمز القوّة والإصرار، كما يعتبرون الشيطان القوّة العظمى التي تحرّك الحياة والبشر، يطلقون العنان لممارسة الجنس والشهوات وتعاطي المخدّرات والخمور، إذ جاء في بعض وصاياهم: (أطلق العنان لأهوائك وانغمس في اللذّة واتّبع الشيطان فهو لن يأمرك إلاّ بما يؤكّد ذاتك ويجعل وجودك وجودا حيويا). وكان (تراولي) -الذي سبق ذكره- يقول لأتباعه: (خذ من الجنس ما شئت وكيف تشاء ومع من تشاء وعلى الآخر أن يسلّم لك). من طقوسهم ارتداء الثياب السوداء وإطالة الشعور ورسم وشم الصليب المعقوف على صدورهم وأذرعهم أو النّجمة السداسية ولبس قلادة سوداء عبارة عن نجمة خماسية يتوسّطها رأس شيطان بقرنين ملتويين إلى الخلف، ويستمرّون في سخط اللّه ذكورا وإناثا ويتداولون على بعضهم جميعا بفساد عريض ولهم صلاة شيطانية في نصف اللّيل، وعند بروز القمر يشربون دماء الكلاب والقطط، يمصّون دماء بعضهم بعضا ويقتلون من يرونه خارجا عن جماتهم بعد استفاقته من غفلته، لا يرون لصلة القرابة والرّحم حقّا ولا يقيمون للوالدين وزنا. فرقة عبدة الشيطان تحبّ الظلام والقبور والجنّ وتحبّ الخمور وما يفقد الوعي، فرقة عبدة الشيطان تمصّ دماء أفرادها كعهد وميثاق بينهم على التماسك والتواصل، يحبّون السّحر والشعوذة والدجل والكهنة، يمجّدون كلّ ما يرضي الشيطان ويقدّسون كلّ ما يسخط اللّه ويغضبه، يحبّون البول والنجاسات (أعزّكم اللّه) وكل ما يرمز إلى الوسخ، لا يحبّون الماء والعطور الطيّبة لأنها مجالس الهمتاء، يحبّون الروائح الكريهة ويحبّذون كلّ ما هو سواد وداكن وقاتم، يكرهون البياض والمنشرح وما يدلّ على الرحمة، يفضّلون الاجتماع لأداء طقوسهم في أماكن مهجورة أو نائية أحيانا ويرسمون على جدرانها أشكالاً مخيفة كالأفاعي والجماجم أو أشكالاًغريبة تدمج فيها أكثر من حيوان أو هيئة، يرافقهم في هذه الجلسات الموسيقى الصاخبة ويردّدون بعض الكلمات على شكل أغانٍ ينشد فيها الموت والانتحار، إضافة إلى تعاطي المخدّرات والمسكرات بشكل مبالغ فيه، وفي مثل هذه الحالات قد يلعقون دماء بعض أو يمزّقون قطّة أو كلبا أو ديكا ويختارون اللّون الأسود من الحيوانات، ويمزّقونه وهو حيّ ويعبثون بدمائه. وقد أقدم بعضهم على الانتحار لأن هذا من الحرّية التي يزعمونها، إذ يقولون إن للإنسان الحرّية في أن يأكل ما يشاء ويلبس ما يشاء ويموت متى يشاء، والانتحار عندهم انتقال إلى عالم السعادة الحقيقية وأشبه بمحطة من محطات كثيرة يتدرّج فيها الإنسان، ينبشرت القبور ويخرجون جثث الموتى ويتراقص كبيرهم فوق الجثّة التي يعثرون عليها ويقولون إنهم يفعلون ذلك لتقسية قلوبهم ولمعاينة العدم والشعور به محسوسا والتدريب على ممارسة القتل دون أن تطرف لهم عين، كما يعتبرون أن الأخلاق تكرّس الضعف وحماية الضعفاء، وهم إنما يريدون أن تقوم العلاقات بين النّاس وفق اللذّة والمنفعة ويعتبرون الأخلاق عنصر تعويق لا عامل دفع وترقية. * هل سبق وأن واجهتم عيّنات من عبدة الشيطان؟ *** اجتمعت جماعة عبدة الشيطان في برج البحري وتفطّن إليهم السكان بسبب الموسيقى الغريبة والمزعجة والمهولة فأمسكوا متلبّسين بطقوسهم، وهم كذلك يحبّون الصحاري لإطلاق شهواتهم في الفضاء الواسع، يحبّون التمرّد وما يرمز إلى الخروج عن الأصالة والعفّة، يكرهون طاعة اللّه وما يقرّب إلى رضوانه ويحبّون المعصية والمنكر والظلم والباطل. حركات روتاري ونادي ليونز الماسونيان معتمدان في الجزائر، وهما حركاتان ماسونيتان تنشران عقائد عبدة الشيطان على النّظام الجزائري، فتح باب الدعوة للدعوة الصالحين حتى يقضوا على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهزّ عقيدة وإيمان الشعب الجزائري، على الإعلام أن يقبّحها ويبيّن إلحاد أهلها وحقيقة أهدافهم الماسونية، وعلى الأسر والأولياء توجيه أولادهم نحو العقيدة الصحيحة ومراقبة كلّ نشاطاتهم. * ما هو المنتظر من السلطات لردع انتشار عبدة الشيطان فى المدارس والجامعات والأماكن العامّة والقضاء عليهم؟ *** على النّظام تجريم عبادة الشيطان وتصنيفها كجناية يعاقب عليها الشرع والقانون، وعلى الأولياء متابعة أصدقاء أولادهم ومراقبة مصادر التلقّي التي تزوّدهم بالمعلومات في الأنترنت، كما يجب على أولياء الأسر حماية عوائلهم ومنع كلّ الدواخل العقائدية الفاسدة التي تشرخ بيوتهم، وعلى الدعاة والعلماء تكثيف دورات العلم في المساجد تحذيرا من فرقة عبدة الشيطان والماسونية. والمعتمد في الدعوة وتوجيه النّاس ليست وزارة الشؤون الدينية وإنما أهل الدعوة الصحيحة وأهل التوجيه والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فإن وزراة الشؤون الدينية لا تخرج إلى الميدان وإنما تعتمد على الدعوة الرسمية في المساجد فقط على طريقة النّظام. * ما هي الحلول المتّخذة للحدّ من انتشار وإزالة هذه الفئة نهائيا من مجتمعنا الجزائري الإسلامي؟ *** الطرق والوسائل المعتمدة، والتي يجب اتّخاذها للحدّ من انتشار وإزالة هذه الفئة نهائيا من مجتمعنا الجزائري الإسلامي هي تعليم النّاس التوحيد وحقيقة البعثة النبوية، نشر حقيقة الرسالة الإلهية، تحذير الجامعيين والطلبة من المشعوذين، عبدة الشيطان ومن فرقة عبدة الشيطان، وقد دخلوا على الشباب الغاوي من باب الغناء، لا سيّما ومن يستمع إلى كلام الغناء المذكور سوف يتأثّر بفرقة عبدة الشيطان، وهم يدعون الشباب من باب الجنس بلا حدود ولا قواعد ويمارسون اللواط والفواحش مع المحارم.