كشف كتاب صدر حديثاً في إسرائيل عن تفاصيل حول دور الأحزاب الكردية العراقية في تهجير يهود العراق للاحتلال أواخر ستينيات القرن الماضي. وفي كتاب "عالم بأكمله: قصة رجل موساد"، قال نحيك نفوت، نائب رئيس الموساد الأسبق، والذي خدم في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إنه تولى إرساء أواصر التحالف بين الاحتلال وأكراد العراق منذ العام 1969. وذكر نفوت أنه بعد تعيينه كمدير لمكتب الموساد في طهران عام 1969، عمل على الاتصال بقادة الأكراد في شمال العراق الذين ساعدوا في نقل يهود العراق إلى الاحتلال وأضاف: "لقد زودنا أصدقاءنا الأكرد بعناوين العائلات اليهودية في بغداد ومدن عراقية أخرى، حيث وصل الأكراد لهذه العائلات وأبلغوها بضرورة الاستعداد للمغادرة". وبحسب نفوت، فقد قام الأكراد بنقل العائلات اليهودية في جيبات إلى الحدود العراقيةالإيرانية، ومن ثم إلى داخل إيران ومنها إلى فلسطين. وأشار نفوت إلى دوره في تعزيز العلاقات الأمنية والاستخبارية والاقتصادية بين الاحتلال وإيران تحت حكم الشاه. وكشف نفوت النقاب عن أن دولة الاحتلال استغلت البعثات الطلابية الإيرانية للاحتلال في عهد الشاه، من أجل فتح أبواب المجتمع الإيراني أمامها. وذكر نفوت أن أحد الطلاب الإيرانيين الذين تلقوا تعليمهم في الاحتلال، ويدعى مسعود عليحاني وتزوج من يهودية أثناء تواجده في تل أبيب، أسهم في فتح الاقتصاد الإيراني أمام الشركات الصهيونية. وكشف نفوت أن الموساد اتخذ من منزل عليحاني مقراً سرياً تمت فيه إدارة عمليات تهريب ا الصهاينة واليهود الذين كانوا عالقين في إيران بعيد اندلاع الثورة الإيرانية. وأشار نفوت إلى أنه عندما اندلعت ثورة الخميني، فقد حرص الموساد ليس فقط على تأمين خروج اليهود الذين تواجدوا في إيران، بل إنه عمل كذلك على تهريب عدد من الجنرالات الإيرانيين الذين كانوا على علاقة وثيقة بالاحتلال وأكد نفوت أن الموساد قام بتهريب الجنرال توفنيان، الذي كان مديراً للصناعات العسكرية الإيرانية، حيث أمن رجال الموساد وصوله لمطار طهران، واستقل طائرة صهيونية وتوجه للغرب. وأوضح أن التعاون الأمني مع إيران وتنظيم المشاريع الاقتصادية في عهد الشاه وصل إلى مستويات كبيرة. وكشف نفوت أنه بعد إنهاء عمله في طهران عمل مسؤولاً للموساد في لبنان، حيث عمل على التنسيق مع المليشيات المارونية ضد فصائل منظمة التحرير. وأوضح نفوت أنه حضر اجتماعاً عقد في منزل رئيس الوزراء مناحيم بيغن والرئيس اللبناني المنتخب حديثاً بشير الجميل وبحضور وزير الخارجية إسحاق شامير. وأضاف نفوت أنه صدم كل من كان في اللقاء، عندما انفجر بيغن خلال اللقاء فجأة وبدون أي مبرر وأخذ يقول: "سنقتحم بيروت وسنسحقها وندمر منازلها، شعب إسرائيل حي"، مشيراً إلى أن الجميل لم يعقب على ما قاله بيغن. وعزا نفوت قرار بيغن باجتياح لبنان عام 1982 واحتلال بيروت، إلى رغبته في طرد منظمة التحرير من لبنان، على اعتبار أن الأمر يقلص من فرص إقامة دولة فلسطينية.