كشف مصدر إيراني مطلع عن محاولة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد اغتيال الرئيس محمود أحمدي نجاد أثناء زيارته للبنان في أكتوبر الماضي. وقال المصدر الإيراني في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر أمس الثلاثاء إن إيران رصدت محاولات قام بها الموساد لاغتيال أحمدي نجاد أثناء زيارته للبنان في أكتوبر الماضي عن طريق معارضين للنظام الإيراني، ممن قال إن بعضهم يوجد في لبنان وسوريا والعراق. وأضاف المصدر الإيراني أن بلاده على علم بتحركات معظم هؤلاء المعارضين "الذين باعوا أنفسهم لقوى الاستكبار والصهيونية (الغرب وإسرائيل)"، مشيرا إلى أن بلاده لا تريد التحدث عنهم بشكل رسمي ومباشر حتى لا تعطيهم وزناً أكبر من وزنهم الحقيقي. واوضح المصدر: "نحن لا نطلق عليهم وصف معارضين مثل المعارضين السياسيين في الداخل أبرزهم مير حسين موسوي الذين خاضوا الانتخابات ضد الرئيس نجاد العام الماضي، ولكن نطلق عليهم منافقين؛ لأنهم يتعاونون من الخارج مع الصهيونية ضد الثورة الإسلامية وضد الشعب الإيراني"، في إشارة إلى منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية وجماعات معارضة أخرى. وأشار المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، إلى أن السلطات الأمنية الإيرانية لم تتعاون فقط مع قوات الأمن اللبنانية الرسمية في تأمين زيارة أحمدي نجاد "بل اعتمدت بشكل كبير على الجهاز الأمني والعسكري الخاص بحزب الله". واتهم المصدر واشنطن بالسعي لجمع المعارضة الإيرانية المسلحة بمن فيهم الانفصاليون من أكراد وبلوش وعرب وغيرهم تحت قيادة موحدة، مشيرا إلى أن بلاده لديها معلومات عن 3 جهات تعمل بالتنسيق مع بعضها البعض لجمع المعارضة الإيرانية، التي قال إنها موجودة في عدة دول عربية وأوروبية تحت قيادة واحدة، وإن هذه الجهات هي: أمريكا بشكل مباشر، وإسرائيل وبريطانيا بشكل غير مباشر، وأن الهدف من توحيد المعارضة تنفيذ تفجيرات داخل إيران. وتحدث المصدر الإيراني أيضاً عما وصفه بأنه محاولاتٌ قام بها الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع عددٍ من التنظيمات المسلحة المعارضة لطهران للقيام بتفجيرات داخل إيران، مشيرا إلى أن التفجير الأخير الذي استهدف علماء في البرنامج النووي الإيراني كان ثمرة لتعاون مناوئين إيرانيين لحكومة طهران مع الموساد، على حد قوله. وإذا كان يرى أن التعاون الغربي مع تنظيمات إيرانية معارضة يشمل المعارضين السياسيين السلميين الذين نافسوا أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الماضية، ونظموا تظاهرات ضخمة احتجاجا على ما قالوا إنه تزوير الانتخابات في ذلك الوقت، أوضح المصدر الإيراني: "إن هذا النوع من المعارضين لا يقعون في خانة المعادين للدولة الإيرانية لأن توجهاتهم لا تتعارض مع التوجه العام للثورة الإسلامية"، بل إن "عددا من هؤلاء المعارضين حصلوا على شعبيتهم بسبب خطابهم المعادي لأمريكا، ولقربهم فيما مضى من الزعيم الروحي للثورة الإمام الخميني، قبل رحيله". ورأى المصدر الإيراني أن الخطاب الغربي المؤازر للمعارضين السياسيين في الشارع الإيراني في الأشهر الأخيرة هو السبب في تراجع شعبية سياسيين يدينون بالولاء للثورة الإسلامية، مثل مير حسين موسوي، الذي نافس نجاد في انتخابات الرئاسة 2009، وكان مقربا من آية الله الخميني ورئيسا للوزراء أثناء الحرب العراقية- الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي. وكان نجاد وصل الى العاصمة اللبنانية بيروت في 13 اكتوبر الماضي، واستقبل بحفاوة شعبية ورسمية بالغة فور وصوله. وانتهز نجاد فرصة زيارته الرسمية الاولى للبنان ليطمئن الحكومة اللبنانية بان بلاده ستقف بجانب بيروت في مواجهة اعتداءات اسرائيل، مجددا استعداد ايران لتقديم المساعدات العسكرية التي يطلبها لبنان، متى يشاء. ووقع الرئيسان نجاد وسليمان على اكثر من 15 اتفاق ومذكرة تفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية لاسيما في مجالات الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه. * تحدث المصدر الإيراني أيضاً عما وصفه بأنه محاولاتٌ قام بها الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع عددٍ من التنظيمات المسلحة المعارضة لطهران للقيام بتفجيرات داخل إيران، مشيرا إلى أن التفجير الأخير الذي استهدف علماء في البرنامج النووي الإيراني كان ثمرة لتعاون مناوئين إيرانيين لحكومة طهران مع الموساد، على حد قوله.