يقوم الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولون إيطاليون برحلة في عرض البحر المتوسط، ضمن مبادرة تضامن أوروبية مع الجهود المبذولة من أجل إنقاذ المهاجرين. فبعد نحو أسبوع على المأساة التي شهدها البحر المتوسط والتي أودت بحياة نحو ألف مهاجر سري، ابتلعتهم أمواج المتوسط، يقوم الأمين العام ومسؤولون أوربيون وإيطاليون برحلة قبالة جزيرة صقلية للاطلاع على الجهود التي تبذل بغية التعامل مع معضلة المهاجرين غير الشرعيين. ويأتي ذلك في إطار رغبة بان كي مون في التأكيد على دعم المجتمع الدولي للتعامل الإنساني مع مأساة المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط، وتأكيد حق الأوروبيين كذلك ودعم العالم لهم في التصدي لهذا النوع من الهجرة وللعصابات التي تسهلها مقابل الحصول على المال. وأكد بان كي مون في وقت سابق أنه يصل إلى المتوسط لبحث مسألة تكثيف إنقاذ المهاجرين، ودعم إيطاليا لمواجهة الأعباء المترتبة، فأغلب المهاجرين تنتهي بهم الرحلة في السواحل الإيطالية إن بقوا أحياءً. وكشفت الأزمة عن خلاف كبير بين القادة الأوروبيين حول كيفية اقتسام وتوزيع أعباء رعاية هؤلاء المهاجرين، لكنهم أقروا في النهاية على الأقل إعادة مهمات إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، ومضاعفة تمويل المهام البحرية للاتحاد إلى ثلاثة أمثال، فضلا عن تعهدهم بإرسال المزيد من السفن والطائرات. وأعلنت بريطانيا جهوزية سفنها الحربية للإبحار باتجاه السواحل الليبية، بمعية سفن حربية ألمانية لتمشيط البحر بحثا عن لاجئين. ومقابل هذه المواضيع التي تم الاتفاق عليها، فشل القادة الأوروبيون في الاتفاق على كيفية التعامل مع المهاجرين السريين بعد وصولهم الى أوروبا. وتركز أوروبا أيضا على ضرورة استئصال الهجرة من خلال ضرب العصابات التي تتاجر في نقل المهاجرين، وهذه معضلة اخرى لم يتم الاتفاق حولها.