هجماتهم الالكترونية تتربّص بأمن بلادنا الجزائر تتسلّح ببرمجيات جديدة لمحاربة (الهاكرز) علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بأن السلطات الجزائرية تتواجد في اتّصالات متقدّمة مع أبرز الشركات العالمية المختصّة في مجال الأمن الالكتروني تمهيدا لاقتناء برمجيات حماية متطوّرة بغية مواجهة الهجمات المتكرّرة ل (الهاكرز)، والتي باتت تتربّص بالأمن والاستقرار الوطنيين. يبدو أن ضعف المنظومة المعلوماتية في الجزائر من حيث الحماية بات يقلق السلطات، خصوصا في ظلّ تزايد هجمات (الهاكرز) المحلّيين والأجانب التي تستهدف مؤسسات وإدارات سيادية، مستغلّين في ذلك غياب استراتيجية وطنية لحماية منظومتها المعلوماتية، علاوة على تواجد بلادنا في مرحلة انتقالية من الإدارة التقليدية إلى الحوكمة الالكترونية. وفي السياق، كشفت مصادر عليمة ل (أخبار اليوم) عن اتّصالات جزائرية متقدّمة مع كبريات الشركات العالمية في مجال الأمن الالكتروني، من بينها شركة (رايتوون) الأمريكية الرائدة في الشرق الأوسط من أجل تطوير أنظمة ملائمة لأصعب التحدّيات في مجال الأمن السيبراني. وتوفّر (رايتوون) مجموعة من الحلول التي من شأنها حماية المعلومات وتوفير للمؤسسات رؤية واضحة لمصادر البيانات الأمنية المتعدّدة لتمكين المعنيين من تحديد إذا ما كان هنالك اختراق ما، وبالتالي يمكن لهم التصدّي له بسرعة. بدورها، توفّر شركة (لووكد مارتن) مجموعة من الأنظمة التي تضمن الحماية الالكترونية، منها نظام (باليساد) الذي يحفظ تاريخ الخروقات التي تستهدف الموقع أو شبكة المعلومات وتقوم بتحليلها، موفّرة معلومات شاملة عن طبيعة التهديدات. وتتفاوض الجزائر مع شركة (كاسبرسكي لاب) التي تقدّم خدمات في مجال أنظمة الحماية الالكترونية المتعدّدة الأجهزة والوسائط، فضلا عن إعداد الدراسات الاستراتيجية الخاصّة بهذا الميدان، وهي ذات الشركة التي دقّت ناقوس الخطر مؤخّرا من هشاشة المنظومة الالكترونية في الجزائر، حيث صنّفتها في مقدّمة الدول العربية المصابة ببرمجيات خبيثة أو تهديدات إلكترونية باحتلالها الرتبة 11 عالميا، تليها عربيا المملكة العربية السعودية، والتي تحتلّ المرتبة 20 في القائمة العالمية. من جهة أخرى، يؤكّد خبراء أن الجزائر رصدت ملايين الدولارات لمواجهة اختراق (الهاكرز) للمواقع الالكترونية للمؤسسات والإدارات السيادية، كما شرعت الجهات الفاعلة في عدّة مشاريع كبرى لتحديث أنظمة المعلومات الخاصّة بها بعدما أضحت عرضة لمخاطر أكثر لحماية البيانات الحساسة. وفي هذا الصدد، قال خبير في أمن الكمبيوترات والأجهزة الالكترونية بشركة (إرنست ويونغ) ميشال ريتشارد في تصريحات سابقة إن شركته تعمل بشكل منتظم مع نظرائها الجزائريين بحلقات عمل وتبادل التدريب مع مدراء تقنية المعلومات لمواجهة الظاهرة التي تعدّ نوعا ما حديثة بالنّسبة للجزائريين الذين تتعرّض بيانات مواقعهم للقرصنة. وأوصى الخبير المتخصّص الحكومة بوضع خطّة إدارة المخاطر للشركات والمؤسسات العمومية، خصوصا وأنها ليست مجهّزة بما يكفي لتوفير الحلول اللازمة لحماية وثائقها وبياناتها من الاختراق. يحدث هذا في وقت يحمّل فيه خبراء المعلوماتية الجزائريون هشاشة المنظومة الالكترونية في الجزائر للمسؤولين ومدراء المؤسسات الذين من واجبهم توفير الحماية للمواقع الالكترونية، داعين إلى ضرورة تطوير هذه المنظومة عن طريق تجنيد الكفاءات المحلّية والأدمغة وحمايتها من الهجرة والاعتماد على الباحثين وخرّيجي المعاهد التكنولوجية في الجزائر.