أطلقت غرفة التجارة الجزائرية خلال الأيام القلائل الماضية حملة وطنية تحت شعار (استهلك جزائري) عبر كامل ربوع الوطن، وهذا بغية تشجيع الجزائريين على اقتناء المنتوج الوطني عوض الأجنبي من أجل تقليل فاتورة الاستيراد من جهة، ومن أجل إعادة الثقة للمنتوج الوطن للجزائريين من جهة أخرى، وستدوم هذه الحملة إلى الثالث من الشهر الجاري. عتيقة مغوفل عرفت أسعار البترول انهيارا كبيرا في الأسواق العالمية وهو ما انجر عنه انخفاض سعر الدينار الجزائري مقارنة بالعملات الأخرى، ما جعل الدولة الجزائرية تبحث عن حلول فعالة وسريعة لمواجهة هذه الأزمة، ومن بين هذه الحلول حث المواطنين على اقتناء مختلف المنتوجات الوطنية والاستغناء عن المستوردة من أجل تخفيض الأعباء على خزينة الدولة، لذلك نظمت غرفة التجارة الوطنية حملة (استهلك جزائري)، لذلك حاولت(أخبار اليوم) أن تجس نبض المواطنين حول تفاعلهم مع هذه الحملة.. أسعار تنافسية تستقطب الزبائن تطلب منا إنجاز موضوعنا التنقل إلى ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، أين قامت بعض المؤسسات الوطنية خصوصا تلك المختصة في المواد الغذائية بعرض سلعها على المواطنين وبأسعار منخفضة مقارنة بتلك المستوردة، والأمر الذي شد انتباهنا كثيرا هو الإقبال الكبير من طرف العاصميين على شراء تلك المواد المعروضة ما جعل أجنحة المؤسسات تكتظ بالزبائن، ما دفعنا إلى التقرب من البعض منهم من أجل معرفة رأيهم في هذه المبادرة المنظمة من طرف غرفة التجارة الوطنية، وكان أول من تقربنا منها السيدة (نبيلة) صاحبة 39 ربيعا متزوجة أم لطفلين وعاملة بإحدى المؤسسات الخاصة، بقينا برهة من الزمن نراقبها من بعيد إلا أن هذه الأخيرة كانت مشدودة إلى اقتناء الكثير من المواد الغذائية لبيتها فسألناها عن رأيها في الحملة، فردت علينا أن الحملة نالت إعجابها أولا من حيث العرض فهي معروضة في قلب العاصمة خصوصا في ساحة البريد المركزي التي يمر عليها الآلاف من المواطنين يوميا أين يمكن أن تستقطب أكبر عدد ممكن من الزبائن هذا من جهة، من جهة أخرى اعتبرت السيدة (نبيلة) أسعار السلع المعروضة معقولة وفي حدود القدرة الشرائية للمواطن البسيط ما جعلها هي مثلا تغتنم الفرصة قبل انتهاء الحملة حتى تقوم باقتناء العديد من المواد التي تحتاجها في بيتها وذلك حتى تدخر بعض المال في الأيام المقبلة خصوصا أنها لم تتقاض راتبها الشهري بعد. المنتوج الوطني "حلال" مائة بالمائة بعد أن تركنا السيدة (نبيلة) تواصل التسوق في أروقة المعرض بساحة البريد المركزي، واكتشاف مختلف المواد الغذائية ذات الصنع المحلي التقينا بالسيد (فريد) الذي كان مرفوقا بزوجته كانا وكغيرهما من الناس يشتريان الكثير من المواد الغذائية المعروضة بأثمان معقولة مقارنة بتلك الموجودة في المحلات، وقد لمحناهما من بعيد وهما يحملان أكياسا ما جعلنا نتقرب من السيد(فريد) وزوجته من أجل سؤالهما عن رأيهما في حملة (استهلك جزائري)، وقد أبدى السيد (فريد* رضاه عن هاته الفكرة التي تمنى أن تكون طول أيام السنة وليس لأسبوع فقط، فحسبه ستمكن العديد من أصحاب الدخل الضعيف من اقتناء المواد الغذائية التي يحتاجونها لبيوتهم وبأسعار منخفضة مقارنة بتلك التي اعتادوا شراءها بأسعار ملتهبة بالمحلات والمجمعات التجارية هذا من جهة، من جهة أخرى أبدى السيد (فريد) ارتياحه من اقتناء المنتوجات الوطنية لأنه متأكد أنها لا تحتوي بعض المواد المشكوك في تناولها شرعا أي المنتوجات الجزائرية ستكون حلال 100 بالمائة، لأن هناك الكثير من المواد الغذائية المستوردة مشكوك في أمرها على غرار الشكولاطة وبعض الحلويات التي تحتوي على مادة الجيلاتين الحيوانية والمحرمة لأنها مصنوعة من شحم الخنزير، وهناك بعض الأنواع الأخرى التي تكون مصنوعة من بعض أنواع الخمور، بالإضافة إلى ذلك فهناك بعض الأجبان المستوردة والمشكوك في حلالها من حرامها، لذلك استحسن السيد فريد مبادرة غرفة التجارة الوطنية وحملة استهلك جزائري لأنه متأكد بأن كل المواد الغذائية حلال شرعا. المختصون يرحبون بالفكرة من جهة أخرى وحتى نعرف رأي جمعيات المستهلك في فكرة حملة (استهلك جزائري) المنظمة من طرف غرفة التجارة الجزائرية، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالسيد (حرزلي محفوظ) رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، والذي اعتبر بدروه أن فكرة الحملة قد جاءت في وقتها لأن الاقتصاد الوطني بحاجة الى تلك المبادرات في الظروف الاقتصادية الراهنة خصوصا وأنه قد تم تنظيم حملة مماثلة لها سنة 2004 وقد تم تنظيمها بالموازاة مع فوروم منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية، في تلك الفترة لم تشهد تلك الحملة الصدى المنشود لها لأن الاقتصاد الوطني كان في رخاء، فأسعار البترول لم تكن منخفضة مقارنة على ما هي عليه الآن، وقد استحسن السيد(حرزلي محفوظ) تفطن الدولة لهذا الحل من أجل خفض الميزانية، بالإضافة إلى هذا فإن الجزائر تستعد للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وذلك من خلال تحسين المنتوج الوطني حتى يكون بمقاييس عالمية، من جهة أخرى فإن هذه الحملة تشجع جميع المنتجين الجزائريين على معرفة توجهاتهم، من جهة أخرى تسمح للدولة بمراقبة كل المواد إن كان فيها خطأ أو خلل، بالإضافة إلى هذا اعتبر السيد(حرزلي) أن تدفق السلع من الخارج يجعلنا نفقد الهوية الجزائرية، كما أن مثل هذه الحملات تخلق مناصب عمل جديدة وهذا ما يعمل على خفض البطالة ويرفع وتيرة الاقتصاد الوطني والاجتماعي.