كشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس أن قوى الأمن الهندية مارست تعذيبا منهجيا للمعتقلين المسلمين في إقليم كشمير، وأن خلافا وقع بين الصليب الأحمر الدولي والحكومة الهندية حول معاملة السجناء. واستندت الوثيقة التي أعدتها السفارة الأميركية في نيودلهي في الأول من أفريل 2006 إلى معلومات قدمها ممثلو اللجنة الدولية للصليب لدبلوماسيين أمريكيين بعد إجراء 1491 مقابلة مع من موقوفين مسلمين سابقين بين عامي 2002 و2004. وقالت الوثيقة الذي نشرها الموقع الجمعة إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كشفت لدبلوماسيين في اجتماع سري عقد بعد إجرائها 177 زيارة إلى مراكز اعتقال في كشمير الهندية أنها لاحظت وجود "ميول ثابتة" لممارسة العنف على السجناء. وذكر الصليب الأحمر أن التقنيات المستخدمة في التعذيب تتراوح من الشحنات الكهربائية إلى العنف الجنسي أو باستخدام المياه، إضافة إلى 300 حالة استخدمت فيها تقنية "الاسطوانة" حيث يوضع غرض معدني دائري على ركبتي السجين ثم يجلس عليه الحارس لسحق العضلات. ونقلت الوثيقة عن مسؤول في الصليب قوله إن "مسؤولا هنديا أبلغه أن وضع حقوق الإنسان بكشمير هو أفضل بكثير مما كان عليه مطلع التسعينيات. مع العلم أن الاتصالات بين الصليب والحكومة الهندية بدأت اعتبارا من عام 1996". ولفت المسؤول الهندي المذكور إلى أن قوى الأمن لم تعد تقتحم القرى منتصف الليل وتوقف سكانها بدون تمييز، كما كان يحدث مطلع تسعينيات القرن الماضي، منبها إلى أن عدد مراكز الاعتقال كان يبلغ تلك الفترة نحو ثلاثمائة، لكنه الآن بات أقل من ذلك بكثير. وأضافت الوثيقة أن المنظمة الدولية "اضطرت أن تستنتج أن الحكومة الهندية تجيز التعذيب"، مشيرة إلى أن جميع فئات القوى الأمنية تستعين بتقنيات تعذيب ودائما بوجود ضابط. واختتمت الوثيقة أن هذه الإثباتات على التعذيب مقلقة جدا. وسبق أن اتهم عدد من منظمات حقوق الإنسان تكرارا بانتهاك حقوق الإنسان في كشمير حيث الأكثرية من المسلمين والتي تشهد منذ 1989 تمردا انفصاليا. وتراجع العنف في كشمير الهندية بعد انطلاق عملية السلام بين الهند وباكستان عام 2004. وكانت كشمير سبب حربين من أصل ثلاثة حروب اندلعت بين البلدين الخصمين منذ استقلالهما عام 1947. لكن موجة العنف تفاقمت في الصيف الفائت بعد مقتل طالب في ال17 من العمر في 11 جوان بسبب قنبلة مسيلة للدموع أطلقتها الشرطة. وقتل أثرها ما لا يقل على 110 مدنيين مسلمين اغلبهم من المتظاهرين الشبان، إلا أن حدة هذه التوترات تراجعت في الأسابيع الماضية، بعدما اتخذت الحكومة الهندية سلسلة من الإجراءات لتهدئة الموقف، منها إطلاق سراح نحو خمسين شخصا، وتفكيك الحواجز في سرينجار، والرغبة في إجراء حوار مع سكان المنطقة. وتنشر نيودلهي حوالي خمسمائة ألف جندي في القسم الخاضع لإحتلالها والذي يشهد منذ العام 1989 حركة مقاومة مسلحة من مسلمي كشمير أسفرت عن سقوط أكثر من 47 ألف قتيل. * ذكر الصليب الأحمر أن التقنيات المستخدمة في التعذيب تتراوح من الشحنات الكهربائية إلى العنف الجنسي أو باستخدام المياه، إضافة إلى 300 حالة استخدمت فيها تقنية "الاسطوانة" حيث يوضع غرض معدني دائري على ركبتي السجين ثم يجلس عليه الحارس لسحق العضلات.