ترسخت ثقافة التنظيف لدى سكان العديد من الأحياء العاصمية خاصة وأن الخطوة تعود بالفائدة على الكل، فاتساخ المحيط ينجم عنه العديد من الاأمراض لاسيما في الفترات الصيفية التي هي على الأبواب، بحيث يصمم العديد من سكان الأحياء بمختلف شرائحهم أطفالا، شبانا وشيوخا على إعطاء الصورة الحسنة لأحيائهم عن طريق تنظيم عمليات التنظيف بصفة دورية مرة أو مرتين في الأسبوع من دون أن ننسى عملية التشجير وغرس النباتات التي صارت سلوكات حضارية نلمسها عبر مختلف الأحياء، وهو ما وقفنا عليه على مستوى حي فري فالون ببلدية واد قريش التابعة إداريا لمقاطعة باب الوادي، بحيث نظم سكان الحي عملية لتنظيف الحي خاصة وأن انتشار النفايات صارت الصورة الغالبة على الحي فأبى سكانه إلا نزع تلك الصورة وتعويضها بمناظر أجمل تجسدت في اتحادهم في تنظيف الحي، كما جمعوا مبالغ رمزية خصصوها لاقتناء بعض الديكورات والنباتات لتزيين الحي وأبوا إلا خلق صورة نظيفة لأطفالهم بغية اللعب في أجواء نظيفة وهو ما عبر لنا به أغلب المواطنين من الحي. السيد إسماعيل قال إن النفايات التي كانت تشكل ديكورا وسخا للحي أدت إلى انتشار الحشرات والقوارض مما انقلب سلبا عليهم وعلى أطفالهم فنظموا حملة تنظيف بعد التفاهم مع السكان كما جمعوا مبالغ رمزية استغلوها في شراء بعض المقتنيات التي احتاجوا إليها في عملية التنظيف، بالإضافة إلى شراء بعض مقتنيات الديكور كالنباتات والشجيرات التي غرسوها على حواف الحي وصنعوا صورا جميلة للحي أحسن بكثير من الصور التي سبقتها، وأصبح الهواء الذي يتنفسه السكان نقيا صافيا أفضل مما كان عليه الحال في الأول، بحيث كان الهواء ملوثا ومعكرا بالروائح الكريهة للنفايات. سيدة أخرى قالت إن النفايات التي كانت متراكمة بالحي أظهرته على أسوأ صورة، بحيث كان الأطفال يحتكون بالنفايات خلال لعبهم الأمر الذي كان قد ينقلب بالسلب على صحتهم، فعملية التنظيف تلك أتت في وقتها المناسب لاسيما وأن فصل الصيف على الأبواب أين تكثر مختلف الأمراض وتنتشر الجراثيم، إذ لا بد من تنظيم تلك العمليات بين الفينة والأخرى. نفس ما صرحت به سيدة أخرى التي قالت إن التنظيف قد تم لكن على هؤلاء الذين يتعمدون الرمي العشوائي أن يلتزموا بالسلوكات الحضارية فاستمرار الرمي العشوائي من شأنه أن يؤدي إلى اتساخ الحي مرة أخرى وتذهب تلك العملية هباء منثورا، فعلى الكل التحلي بمسؤولية حفظ النظافة لتعم الفائدة على الجميع. ورسم بذلك سكان حي فري فالون بباب الوادي صورة جميلة لحيهم لم تعهدها أحياء العاصمة من قبل وتمنى المواطنون لو تغرس تلك الثقافة في كافة الأحياء خاصة وأن ديننا الحنيف يأمرنا بالنظافة في المأكل والملبس والمشرب والمكان، فالنظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان.