(الخرجة) الأخيرة التي خرجت بها وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة تجلب الدهشة بعد أن انتهجت أسوء الحلين وراحت إلى التصريح بضرورة استبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى قابلة للتحلل بغرض حماية البيئة من التلوث على أن تكون بمقابل يرتفع عن المبلغ الرمزي الذي تتداول به الأكياس البلاستيكة حاليا بدعوى أن الأكياس البلاستيكية المستعملة حاليا هي من ساهمت بشكل كبير في تلويث البيئة، ويبدو أنها تناست أن الأكياس البلاستيكية ما هي إلا قطرة في بحر أمام القارورات البلاستيكية والخردوات والنفايات اليومية للجزائريين التي تجاوزت حدودها المعقولة. ولو تمعّنا جيدا في الوضعية الكارثية التي تعاني منها شوارعنا لقلنا أن اتساخها يعود إلى فقدان آليات وميكانيزمات من شأنها الحفاظ على نظافة المحيط والبيئة ويكون الأمر أسهل بتوجيه التهمة دوما إلى الأكياس البلاستيكية التي هي على العكس لها الدور الفعال في جمع النفايات المنزلية ونفايات الشوارع، بحيث يتكرر دوما ومع تعاقب الوزارات لحن واحد وموحّد فحواه الرئيسي أن الأكياس البلاستيكية هي رأس المشكل في تلويث المحيط ونسيان وظيفتها الفعالة في جمع النفايات بمختلف أنواعها، أم أن سعرها الرمزي الذي لا يتجاوز 2 دينار أزعج بعض المسؤولين الذين يحاولون في كل مرة الرفع من سعرها وجعله على كاهل المواطنين، متحججين بتلويث المحيط بسبب الاستعمال اللاعقلاني لتلك الأكياس، وأن الرفع من السعر من شأنه أن يكون حلا نافعا لعقلنة استعمالها وبالتالي التخفيف من حضورها عبر الشوارع وإلغاء ديكورها المزعج. ذلك الحل لا يظهر أمام حلول أخرى ناجعة ترمي إلى تنظيم عملية التخلص من النفايات المنزلية عبر الأحياء والشوارع عن طريق توعية السكان وتدعيم الأحياء بمقتنيات وبراميل مخصصة لرمي النفايات بطريقة منظمة للقضاء على ظاهرة الرمي العشوائي، بحيث أن الفرد الجزائري يتخلص من نفاياته في كامل ساعات اليوم وتنظيم الوقت وتوحيده من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تنظيم عملية التخلص من النفايات وتحقيق نظافة المحيط. ارتأينا النزول إلى الشارع لرصد بعض آراء المواطنين على اعتبار أنهم المعنيون الأولون بنظافة محيطهم وأحيائهم فأبانوا غيظهم الكبير من الفوضى الحاصلة والتي أبعدوا فيها المسؤولية عن الأكياس البلاستيكية واعتبروها أنها لا تظهر أمام النفايات الأخرى التي تساهم بشكل كبير في اتساخ أحيائهم وتهديدهم بأمراض وأوبئة خطيرة، كما أنها تشوّه الصورة العامة للأحياء، وتقضي على جمالها، وأجمعوا أن الفوضى الحاصلة في رمي وكذا جمع النفايات التي يساهم فيها المواطن والسلطات المحلية هي من أدت إلى غياب النظافة عبر بعض الأحياء بل أغلبها. يقول مواطن من الجزائر العاصمة إن حيه يفتقد لمعيار التنظيم في رمي وجمع النفايات، بحيث أن المواطن مسؤول والبلدية مسؤولة أيضا فالرمي العشوائي في كامل ساعات اليوم يقلب الحي إلى مفرغة عمومية، كما أن غياب شاحنات البلدية زاد من تأزم الوضع من دون أن ننسى غياب جانب التوعية المهم في هذا المجال، أما عن الأكياس ورأيه في مدى مساهمتها في اتساخ الطبيعة فقال لا بالعكس الأكياس هي ضرورية في جمع النفايات وكان من اللازم تقديمها مجانا إلى العائلات وتكون بلون وحجم موحد مع إعلامهم بضرورة رميها في وقت واحد ويكون الأمر منظما أكثر. وتجدر الإشارة أن الأمر لا يتعلق فقط بالنفايات المنزلية بل حتى العابرين على مستوى الشوارع ساهموا بشكل كبير في تلويث المحيط بمخلفاتهم الناجمة عن أخذ الوجبات أو أي استعمال آخر، فبتنا نشاهد الفضلات مطروحة حتى على مستوى الطرق السريعة ومن هنا نرى أن جانب التوعية أولى بالاهتمام من مشكل الأكياس البلاستيكية أو الرفع من سعرها.