وجه السيد سيد علي بحاري، رئيس المكتب الوطني للنقابة الأسلاك المشتركة لقطاع التربية الوطنية، رسالة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال يطلب منه فيها ضرورة التدخل السريع من أجل إيجادي حلول فعالة وسريعة لمشاكل هذه الفئة من عمال قطاع التربية بسبب ما وصفه بسياسة الإقصاء المنتهجة ضدهم في إطار القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية الجديدة، فرواتب هذه الفئة من العمال التي تكاد تقترب من منحة البطال -حسب ما ورد في البيان الصادر عن النقابة، والذي تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه- هو خير دليل على التهميش الذي تعاني منه هذه الفئة من العمال، وهو انعكاس لمستوى الفقر الموجود لدى أفقر دولة في إفريقيا، وهو ما يعمق لديهم الشعور بالحسرة والغبن عكس عمال باقي القطاعات الأخرى الذين يحظون بالاهتمام والدعم المادي والمعنوي. حسب البيان فإن مصير العديد العمال المتعاقدين بقي معلقا بسبب تبخر أحلامهم في الإدماج الفعلي الذي من خلاله يحملون صفة الموظف، في الوقت الذي تلتزم فيه الوزارة الوصية الصمت. ليتساءل السيد بحاري عن أسباب سكوت النخبة الاقتصادية والبرلمانية والسياسية والاجتماعية على الظلم الذي يعانيه هؤلاء، فهل استقالت من دورها أم أنها لا تحسن الدفاع عن مصالح هذه الفئات التي تعيش الفقر المدقع في قطاع التربية الوطنية التي تتدهور أحوالها يوما بعد يوم؟ وقد تساءل السيد بحاري في بيانه أيضا عن مصير برامج التأهيل المهني التي أصبحت غائبة عن قطاع التربية الوطنية، وبالذات عن عمال الأسلاك المشتركة دون أسباب تذكر، كما تساءل أيضا عن سر غياب المراقبة ومحاسبة المسؤولين عن تبديد أموال الدولة وضياع حقوق العمال البسطاء. كما اعتبر السيد بحاري أن رسالته التي وجهها إلى الوزير الأول عبد المالك سلال لا تعبّر فقط عن عدم احترام العمال البسطاء، بل وأيضا تحمل في طياتها قسطا كبيرا من الاحتقار الواضح والجلي لفئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية، لذلك لم يستغرب أن يصل الأمر إلى مستوى التآمر من أجل إعدامهم لوحدهم من بين الفئات الأخرى بالقطاع، إذ يبدو أن هناك نية مبيتة للانتقام منها، فنضالها من أجل حقها في أن تظل فئة مكملة في العملية التربوية تقابل باللا مبالاة وعدم الاهتمام وكأن هناك (حكما) صدر وعهد بتنفيذه لجهات لا تحمل ربما من التربية سوى الغل والضغينة لأسباب نجهلها. كما اعتبر السيد بحاري الرسالة صرخة من الصرخات التي تطلق هنا وهناك لإثارة الانتباه إلى ما يحاك ضد العمال البسطاء لفئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الوقاية والأمن ليست أقل من مثيلاتها بالقطاعات الأخرى، ليتساءل في ختام رسالته عن سر الظلم المسلط على فئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية، مخاطبا الوزير الأول بالحجة والبرهان بناء على التاريخ وعلى الواقع المعاش الذي تتخلله مظاهر الظلم والحيف في حق فئة الأسلاك المشتركة.