اعتبر مختصون مشاركون في الملتقى الوطني الأول حول (العنف في الوسط المدرسي) الذي نظم مؤخرا بتيسمسيلت بأن مظاهر الانحراف الاجتماعي تقف وراء ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية. وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ قرمال بوعلام من جامعة خميس مليانة (عين الدفلى) بأن (مظاهر الانحراف الاجتماعي (تعاطي المخدرات والكحول والتدخين) أضحت أهم الأخطار التي تهدد استقرار المدرسة الجزائرية لذلك ينبغي العمل على محاربتها بدون هوادة إذا ما أردنا الحد من ظاهرة العنف داخل المؤسسات التربوية). ومن جهته أشار الأستاذ بعيو حسين من جامعة جيجل إلى أن (العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية بينت بأن ظاهرة استهلاك المخدرات لاسيما في وسط الطور الثانوي كانت وراء انتشار ظاهرة العنف المدرسي). وأضاف أن (فئة التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 سنة تعد الأكثر عرضة لممارسات العنف بشتى أشكاله كون نسبة كبيرة من هذه الفئة وقعت ضحية مظاهر الانحراف الاجتماعي). ومن جانبها أبرزت مسؤولة الخلية الولائية للإصغاء بديوان مؤسسات الشباب لتيسمسيلت كسار حميدة بأنه (حان الوقت لدق ناقوس الخطر والشروع في معالجة كل جوانب ظاهرة العنف في الوسط المدرسي والتركيز على تربية الطفل وتهذيبه وفق مقومات المجتمع الذي يحمل فكرة نبذ العنف وتفضيل السلم والحوار). وأضافت نفس المتحدثة بأن (المؤسسات التربوية بما تملكه من إمكانيات كبيرة وعديدة قادرة على دفع المساعي الرامية للقضاء على هذه الآفة الاجتماعية إلى الأمام بشكل يستوفي الأهداف المنشودة لبناء أجيال مسالمة ترفع شعار اللاعنف وتنبذ الانحراف من سلوكها اليومي). ويعتبر المختص في علم الاجتماع من جامعة وهران الدكتور بومعيزة علي أن العنف المدرسي بإمكانه أن يتطور ويأخذ منحى خطيرا في المستقبل نظرا لارتباطه الوثيق بالشريحة الأكثر حساسية والأسهل تأثيرا بهذه الظاهرة لذا تبقى الوقاية خير من ألف علاج ومسؤولية الأولياء هي كبيرة في بناء أسس التربية الاجتماعية). وتم تنظيم هذا اللقاء طيلة يومين بمبادرة من المكتب الولائي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بالتنسيق مع مديرية التربية ودار الثقافة ويستهدف الأساتذة والمعلمين ومستشاري التوجيه المدرسي والمهني والجمعية الولائية لأولياء التلاميذ.