يبدو أن حوادث المرور المميتة لم يعتبر منها بعض السائقين الذين يتمادون في تصرفاتهم اللامسؤولة، فبعد السرعة الفائقة التي تعد سببا في ارتكاب المجازر المرورية راحوا في الآونة الأخيرة إلى خرق معلن لإشارات المرور التي لها الدور الكبير في تنظيم حركة المرور في مختلف الأماكن، لكن يبدو أنها دخلت في اللاحدث بعد إهمالها من طرف بعض السائقين، ويعللون الأمر بتجنبهم للازدحام وفي نفس الوقت تعريض حياتهم وحياة الآخرين إلى الموت المؤكد كنتيجة سلبية لذلك التصرف غير المسؤول، وبات إهمال دور إشارات المرور الصورة السلبية التي تطبع مختلف شوارعنا وطرقاتنا السريعة التي يميزها التسيب والإهمال من كل جانب، ما يجسده الحشو الظاهر لاتجاهات السيارات التي تخالف الإشارات دون أدنى اعتبار للحواجز الأمنية لاسيما وأن الكل يعلم أن خرق إشارة مرورية سينجر عنه مخالفة وغرامة مالية كون أن الإشارات تلعب الدور البالغ في ضمان السلامة المرورية للمتنقلين. في هذا الصدد اقتربنا من بعض السائقين لأجل رصد آرائهم حول الظاهرة المشينة التي طغت وللأسف على الطرقات فأجمعوا على انتشار الظاهرة بكثرة رغم الإحصائيات الرهيبة لحوادث المرور التي تحصد حياة الآلاف من الضحايا بصفة يومية. يقول عادل سائق أجرة إنه باستعماله اليومي لكافة الوجهات بحكم مهنته فهو رأى الكثير في هذا المجال واصطدم بالموقف في العديد من المرات منها عبور البعض من طريق ممنوع تبعا لإشارة (طريق معاكس) دون أن ينتبهوا لخطورة ذلك، واحتمال اصطدامهم ببعض السيارات التي تأتي في ناحية عكسية، إلى جانب أن البعض يخرقون الإشارات لأجل اختصار الطريق أو تفادي الازدحام وهي كلها حلول سلبية ينتهجها البعض عادة ما تؤدي إلى إفرازات سلبية وحتى إلى ارتكاب مجازر مرورية رهيبة. أما سامية فتقول إنها حديثة في القيادة وما لاحظته في بدايتها عبر الطرقات لا يبشر بتاتا بالخير خصوصا مع الفوضى المعلنة والظاهرة بسبب عدم احترام إشارات المرور، كأول قاعدة يتلقاها السائق في مرحلة تعلم القيادة إلا أنه يبدو أن ذلك التعلم لا يخرج عن حدود مدرسة القيادة، أما التطبيق الفعلي فلا نجده في أرض الواقع، وأولوية العبور تكون تبعا لمعيار القوة في الطريق دون أدنى احترام للإشارات، والأدهى والأمر أن الفاعل يكمل فعلته بإطلاق وابل من السب والشتم، وكأن السائق الآخر هو من أخطأ، فتلك المواقف هي مواقف روتينية عبر الطرقات مل منها السائقون _ تقول- خاصة النسوة اللواتي يتعرضن إلى المضايقات بالرغم من احترامهن لإشارات المرور والقيادة بانتباه وحذر شديدين. وأجمع جل السائقين أن هناك خرقا واضحا لإشارات المرور وتكون مخالفات ظاهرة من صنع البعض منهم، مما ساهم بشكل كبير في ارتكاب تلك الحوادث المميتة التي تحصد المئات من الأرواح،لذا وجب دق ناقوس الخطر والالتزام باحترام الإشارات التي لها الدور البارز في حفظ السلامة عبر الطرقات.