لا يزال مواطنوا ولاية تيبازة يعانون من تجاوزات حافلات نقل المسافرين التي باتت تحصد أرواح ساكنيها بالمنطقة ، بينما يواصل سائقوها التسبب في حوادث خطيرة و مميتة ، فبلغة الأرقام ، أحصى رجال الدرك 34 حادثا تسبّب فيه الناقلون أسفر على تسجيل 8 قتلى و18 جريحا، فيما قدّرت عدد المركبات المحطمة ب18مركبة مخصصة لنقل المسافرين بما يساوي بالنسبة المئوية 38,4 بالمائة من إجمالي الحصيلة السنوية مسجلة ضد الناقلون الذين اعتبروا المتسببين الأولين في الحوادث المرورية و 52,23 فيما يتعلق بالحوادث التي تسببت في موت الأشخاص خاصة على مستوى الطرق الرئيسية و الهامة التي تعتبر مراكز عبور ، كالطريق الوطني رقم 11 و 42 و 67 الذي يبقى من اخطر الطرقات على مستوى تيبازة. هذا و كانت مصالح الدرك قد أرجعت السبب إلى عدة عوامل على رأسها هي عدم احترام إشارات المرور بالنسبة للسائقين كإشارة قف و إشارة الدوران الإجباري إضافة إلى عدم احترام المسافات الأمنية و التجاوز المعيق لمرور مستعملي الطرقات و التي تعد من أقوى الأسباب وراء الحوادث المرورية التي حصدت العديد من الأرواح ناهيك التسابق بين السائقين و إهمالهم في المحافظة على سلامة المسافر التي يتحول عندهم إلى مجرد دمية يلعب بها كما يشاؤون أضف إلى بعض الوسائل القديمة التي تجاوز بعضها الثلاثين سنة بما فيها النقل المدرسي الذي يستدعي إعادة النظر في الحالة التي آلت إليها البعض منها خاصة و أنها تعد من أولى الوسائل التي يعتمد عليها بعض التلاميذ حتى أن البعض منها من تسببت في هلاك بعض التلاميذ من جانب آخر، أشارت المصالح على وجود أسباب أخرى وراء التجاوزات منها عدم التوقف الصحيح الزيادة في عدد الركاب، إضافة إلى الخلل في منظومة الفرامل بسبب اهتراء الحافلات وحظيرة النقل بشكل عام عبر مختلف المناطق والخطوط، مما يستدعي من الجهات الوصية تكثيف الإجراءات الردعية على مستوى الطرقات، إضافة إلى إلزام هؤلاء بالسعي لتجديد المركبات وإخضاعها للصيانة اللازمة لتفادي المآسي المتكررة عبر الطرقات . علما أن الحوادث التي تنتج عن حافلات نقل المسافرين تحصر العشرات من الأرواح، كما تطالب الكثير من الجهات ضرورة إخضاع سائقي الحافلات إلى دورات تدريبية وتكوين في مجال النقل العمومي للأشخاص، مع الحرص على عرض السائق على فحص طبي وبسيكولوجي قبل منحه الضوء الأخضر لقيادة هذا النوع من المركبات وذكرت نفس المصالح أن أماكن ارتكاب الحوادث المسجلة تبقى محصورة في الطريق الوطني رقم 11 وهو الطريق الساحلي الذي يشهد كثافة مرورية طوال أيام السنة، حيث يمر عبر العديد من النقاط السوداء بالبلديات التي يمر عبرها، ثم الطريق الوطني رقم 67 المتيجي والذي يمر على البلديات الداخلية للولاية ويستعمل بكثافة من طرف أصحاب الشاحنات والسيارات النفعية وطرقات أخرى تتطلب تواجدا أمنيا مستمرا ورقابة متواصلة للحد من تكرر هذا المشكل وهو ما يستدعي تكثيف وتفعيل الإجراءات الردعية ضد مخالفي قوانين السلامة المرورية.