إدمان الإباحية (يعصف) بالمجتمع الجزائري كشف موقع (ألكسا) المختصّ في الدراسات الالكترونية عن ولوج 10 مواقع إباحية قائمة ال 100 موقع الأكثر تصفّحا من قِبل الجزائريين في 2015، بينها موقعان من ضمن العشرة الأوائل، وهو ما يشكّل صفعة مدوّية للجزائر المسلمة وظاهرة (مخجلة) تهدّد بنسف المنظومة القيمية للمجتمع الجزائري، خصوصا إذا علمنا بأن 33 بالمائة من الشباب الجزائري مدمنون على الشبكة العنكبوتية. يستعرض موقع (ألكسا) الشهير إحصائيات (مخجلة) عن مدمني الذنوب الالكترونية في الجزائر، حيث تصدّرت مواقع الفاحشة والإباحية قائمة اهتمامات المتصفّحين في 2015 بعشر مواقع كاملة -يتعذّر ذكرها طبعا لأسباب أخلاقية-، فيما غابت المواقع التربوية والدينية تماما عن التصنيف. ولعلّ ما يزيد الطين بلّة هو أن التصنيف العالمي لأكثر 100 موقع تصفّحا لا يحمل في ثناياه سوى 3 مواقع إباحية وجاءت كلّها في مراكز متأخّرة، فيما تقدّمت مواقع تعليمية وتثقيفية على غرار (ويكيبيديا). وفي نظرة أخرى للتصنيف، جاءت الصدارة لموقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) التي يقضي أمامها الجزائري الساعات وهي مرتبة غير مفاجئة، حيث صار الوجهة المفضّلة لكلّ من يريد التعبير على الأنترنت من دون الحاجة إلى خبرة تقنية في ميدان تطوير المواقع. كما يتيح (الفايس بوك) إمكانية التواصل المباشر مع الآخرين والتفاعل من منشوراتهم. وخلف (الفايس بوك) هناك (سحابة) من مواقع البحث تتمثّل في (غوغل) و(ياهو) الذي يقدّم أيضا خدمات البريد الالكتروني وموقع (آسك). ويأتي (يوتيوب) موقع مشاركة (الفيديو) الثالث في الجزائر وهو موقع يكمل الحاجة الترفيهية والتثقيفية للمتصفّح. ونرجع إلى المركز التاسع حيث نجد أول موقع جزائري وهو (وادي كنيس) للإعلانات المبوّبة وهو الوحيد في هذا الترتيب، حيث يوفّر خدمة هامّة وهي نشر الإعلانات للخواص والشركات عن طريق واجهة سهلة للمستخدم تسمح بعرض السلع والخدمات والبحث في المواد المعروضة وحفظها في قائمة المفضّلة، وكذا الاتّصال بالعارضين عن طريق الهاتف أو البريد الالكتروني أو البريد الداخلي للموقع. وفي باقي التصنيف المئوي نجد أن جلّ المواقع المتبقّية إمّا هي مواقع أخبار وجلّها تابعة لصحف وطنية أو مواقع مختصة في (البزنسة) و(الترفيه). ولعلّ الملاحظ كذلك هو الغياب التام للمواقع التربوية والدينية عن التصنيف العالمي ماعدا موقع (ويكيبيديا) للبحث، وهو ما يؤكّد أن جانبا كبيرا من الجزائريين لا يستخدمون الأنترنت فيما يخدم عقيدتهم أو تحصيلهم العلمي والمعرفي. يذكر أن تحقيقا متميّزا قام به فريق من الأطبّاء النفسانيين من مؤسسة الصحّة الجوارية لبوزريعة، في الجزائر العاصمة، قبل أيّام توصّل إلى أن نحو 33 بالمائة من الأطفال والمراهقين الجزائريين مدمنون على الأنترنت. وكشف التحقيق الذي أنجز على مستوى ستّ بلديات بولاية الجزائر مسّ عيّنة من 14822 طفل ومراهق تبلغ أعمارهم بين 8 و22 سنة أن نسبة 33 بالمائة من بين 82 بالمائة من مستعملي الشبكة العنكبوتية مدمنون على الأنترنت، وهذا استنادا إلى صاحبة التحقيق الرئيسية الدكتورة نورة كشايري من ذات المؤسسة. وللإشارة، فقد صنّف تقرير لموقع (ألكسا) مؤخّرا الجزائر الخامسة عربيا في تصفّح المواقع الإباحية بعد كلّ من العراق، ليبيا، الأردن وفلسطين، ما دفع عددا كبيرا من الشباب الجزائريين إلى تكوين مجموعات على (الفايس بوك) للمطالبة بإجراءات قانونية لحجب المواقع الإباحية التي تحوّلت إلى معول هدم يقضي على قِيَّم وأخلاق أجيال بكاملها وباتت أيضا مصدر إدمان لعدد كبير من الشبّان والمراهقين.