تقرير حديث ل (الفاو) يؤكّد (انعدام الجوع) في بلادنا بعدما دقّ خبراء ومختصّون جزائريون ناقوس الخطر بشأن ارتفاع معدلات السُّمنة في الجزائر، ها هو تقرير حديث لمنظّمة (فاو) الأممية يؤكّد أن مشكل نوعية تغذية الجزائريين بات مصدرا باعثا على القلق مع انتشار البدانة، فيما أشار إلى انعدام ظاهرة الفقر الغذائي في الجزائر. كشف تقرير حديث أصدرته منظّمة الأغذية والزراعة (فاو)، التابعة لهيئة الأمم المتّحدة، عن انعدام ظاهرة الفقر الغذائي في الجزائر ومنطقة شمال إفريقيا، والتي تتجاوز 5 بالمائة عالميا، موضّحا أن مشكلة نوعية التغذية باتت مصدرا باعثا على القلق مع ارتفاع معدلات انتشار البدانة والسُّمنة على صعيد المنطقة بأسرها. وأوضح التقرير الذي نشر أمس انخفاض الأعداد المعرّضة للجوع في العالم إلى 795 مليون نسمة بانخفاض 216 مليون شخص عن عام 1992، لافتا إلى أن انعدام الأمن الغذائي يعني الأشخاص الذين لا يستطيعون امتلاك ما يكفيهم من الغذاء. وأكّد التقرير أن 72 دولة من بين 129، تمكّنت من تحقيق أهداف الألفية الإنمائية المتمثّل في خفض معدل نقص التغذية بين مواطنيها بحلول العام الحالي، بينما لم تبلغ أقاليم العالم النامية ككلّ نفس الهدف المنشود. وقال كانايو نوانزي، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد): (إذا كنّا نرغب بحقّ في عالم خال من الفقر والجوع يجب علينا أن نتّخذ أولوية للاستثمار في المناطق الريفية لدى البلدان النامية، حيث يعيش معظم الفقراء والجياع من سكان الكوكب، وعلينا العمل لإحداث تحوّل في مجتمعاتنا الريفية، حيث توفّر فرص عمل لائقة وظروفا مواتية وفرصا سانحة، ولابد أن نستثمر في المناطق الريفية لإنجاح النمو المتوازن، ولكي يمكن ل 3 ملايير من البشر ممّن يقطنون المناطق الريفية أن يحقّقوا إمكانياتهم الكامنة). وأشار التقرير إلى أن دول شرق آسيا شهدت تقدّما بالغ السرعة في تقليص معدلات الجوع، وبالمثل أمريكا اللاّتينية ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب شرق آسيا ووسطها وبعض أجزاء إفريقيا، ما يشير إلى أن النمو الاقتصادي الشامل لمختلف الفئات الاجتماعية والاستثمارات الزراعية والحماية الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الاستقرار السياسي، تجعل من القضاء على الجوع هدفا في المتناول، وقبل أيّ اعتبار آخر فإن الإرادة السياسية الملتزمة بأن يصبح التغلّب على الجوع هدفا إنمائيا أسمى تُعدّ أقوى محرّك إلى الأمام. أرقام.. أسباب ونتائج حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن المعهد الوطني للصحّة العمومية فإن أكثر من 16 بالمائة من الجزائريين مهدّدون بالبدانة و21 بالمائة من النّساء عرضة للإصابة بها، حيث تعدّ هذه النّسبة مرشّحة للارتفاع. كما تعاني 32 بالمائة من النّساء من الوزن الزّائد الذي قد يتحوّل إلى سمنة إذا لم يتمّ تدارك الأمر، بينما تعاني 6 بالمائة من الجزائريات من النحافة و41 بالمائة يتمتّعن بوزن عادي. هذا، ويؤكّد مختصّون في التغذية أن السُّمنة عبارة عن زيادة وزن الجسم ب 20 بالمائة من الوزن الوزن الطبيعي، حيث لا وجود لتناسق بين كمّية الطعام المستهلك والطاقة التي يقوم الجسم بإحراقها، وبالتالي تخزّن الدهون الغذائية في الجلد، ما يؤدّي إلى زيادة في الوزن. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السُّمنة ناتجة عن انعدام الوعي الغذائي وزيادة كمّية الطعام وعدم اختيار الأصناف الغذائية الملائمة، فضلا عن عدم حرق الدهون بسبب قلّة الحركة والمجهود، وعليه تحتجز الطاقة الزّائدة الناتجة عن الطعام على شكل شحوم تتراكم في أجزاء متفرّقة في الجسم. واعتبر ذات المختصّين أن داء السُّمنة يمسّ مختلف الأعمار ويتسبّب في أمراض مزمنة وتعقيدات صحّية، كالكوليسترول ومرض القلب والضغط الدموي والسُكّري.