بقلم: محمد قروش مرة أخرى يمنع نظام السيسي وصول قوافل المساعدات الخيرية التي نظمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى غزة المحاصرة التي تعيش وضعا مأساويا بفعل استمرار الحصار وشح المساعدات الدولية وتزايد الغارات الصهيونية، وهو الوضع الذي أدى إلى استشهاد االمئات من الفلسطينيين وتشريد الآلاف منهم وتركهم دون مأوى أو غذاء أو دواء. الحقيقة أن حال غزة لم يعرف درجة من السوء والتدهور منذ معاهدة كامب ديفيد مثلما يعرفه منذ انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي أدى إلى انقلاب كلي للنظام المصري ضد القضية الفلسطينية، بل واعتبار فصائل المقاومة أعداء وإرهابيين يجب القضاء عليهم بكل الوسائل وبالتعاون مع الكيان الصهيوني المجرم. وقد أدى هذا الواقع الجديد بالسلطات المصرية إلى غلق شبه كلي لمعبر رفح الذي يمثل الشريان الوحيد الذي ظلت غزة تتنفس منه منذ احتلال فلسطين، وكذا تدمير كل الأنفاق ومنع دخول المساعدات وخروج المرضى والطلبة والمهاجرين، مما جعل الفلسطينيين يعيشون في سجن مفتوح تحاصره طائرات الكيان الصهيوني من السماء وأسوار المصريين على الأرض، إلى درجة أن الذين نجوا من قصف الطائرات الصهيونية يقتلهم الحصار المصري بالجوع والمرض والتضييق. يحدث هذا وسط صمت مطبق للجامعة العربية والهيئات الدولية، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني التي تستمر منذ 67 عاما في غياب كلي لبرامج الإغاثة والإعمار التي تخلت عنها أغلب دول العالم تحت ضغوط إسرائيل والعرب، وهو ما يصب كله في صالح الكيان الصهيوني الذي يستفيد من هذا الواقع من أجل تدعيم سياساته الاحتلالية والإجرامية ضد الفلسطينين وفرض الأمر الواقع على الأرض. إن نظام السيسي الذي ولد من علاقة غير شرعية بالتزاوج بين أموال الخليج وضمانات حماية إسرائيل يعلم أن نظامه يمسك بشعرة دقيقة قد تنقطع في حال غضب إسرائيل وأمريكا عليه، وبذلك فهو يقول للغرب ولأمريكا وللعالم: (يجب مساعدتي للبقاء من أجل حماية إسرائيل)، لذلك فهو يمعن في التضييق والغلق على الشعب الفلسطيني من كل الجهات والتنكيل به من خلال قطع كل طرق الإغاثة والمساعدات من أجل القضاء على ما تبقى من القضية الفلسطينية وتركيع الفلسطينيين الذين يرفضون الاستسلام رغم حروب التقتيل والتجويع والتشريد.