هذا هو السؤال الذي يكون قد تبادر إلى أذهان كثيرين من متابعي محاكمة المتهمين في قضية إمبراطورية الخليفة المنهارة، وهي محاكمة كانت بدايتها شبيهة بالمسرحيات الكوميدية، نتيجة الطريقة الساخرة التي اعتمدها المتهم الرئيسي عبد المومن خليفة، في الرد على إجابات القاضي مدّعيا البراءة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى تراجيديا سوداء، بعد أن جاء الدور على بقية المتهمين الذين ذرف بعضهم الدموع وهم يقولون إنهم أبرياء، وحين جاء الدور على الشهود أصبح المتتبعون يسمعون كثيرا عبارات من نوع (خاطيني)، مثلما كان الحال مع شهادة وزير العمل الأسبق أبو جرة سلطاني الذي قال إنه لم يأمر بإيداع 1000 مليار سنيتم من أموال صندوق تأمينات العمال في بنك الخليفة، وحين يُسأل الذين أودعوا مثل هذه الأموال عن صاحب القرار يقولون إن الأمر (جاء من الفوق).. ولسنا ندري من نصدق؟.. وإن صدّقنا الجميع، واتضح أنهم أبرياء.. فمن المسؤول عن هدر أموال طائلة من خزائن الجزائريين المقبلين على سنين عجاف نتيجة انهيار أسعار البترول..؟..