"أخبار اليوم" تقترب من بعضهم يوم الامتحان اجتاز أول أمس قرابة 650 ألف تلميذ امتحانات نهاية الطور الابتدائي بمختلف مدارس قطر الوطن الجزائري، وتعتبر هذه الامتحانات مصيرية بالنسبة للكثير من الأطفال لأنها ستفتح لهم الباب للانتقال إلى طور تعليمي جديد ويتعلق الأمر بالطور الإكمالي وهو مستوى تعليمي جديد يحلم به الكثير من تلاميذ المدارس الابتدائية. عتيقة مغوفل الجديد هذه السنة أنه لن تكون هناك دورة ثانية للامتحانات كما كانت خلال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي سبب ارتباك العديد من التلاميذ، يعتبر اجتياز الامتحانات السنة أمرا صعبا على التلميذ وأولياء أمره على حد سواء خصوصا إذا كانت تلك الامتحانات مصيرية وما يزيد من صعوبة الوضع عندما يتعلق الأمر باجتياز امتحانات نهاية الطور الابتدائي التي تكون أول امتحان صعب يجتازه الطفل في حياته. وقد حاولت(أخبار اليوم) التنقل إلى بعض المدارس الابتدائية بالجزائر العاصمة من أجل رصد أجواء اجتياز امتحانات السانكيام. توتر وقلق دقائق قبل الامتحان كانت الساعة تشير إلى حدود الساعة الثامنة صباحا عندما تنقلنا إلى مدرسة فضيل الورتلاني الابتدائية ببلدية بولوغين حتى نرصد الأجواء التي اجتاز فيها التلاميذ امتحانات السانكيام، إلا أنه تم إخبارنا هناك أن جميع التلاميذ الممتحنين تم نقلهم إلى ابتدائية ابن خلدون بحي السيدة الإفريقية بأعالي بلدية بولوغين، هناك قمنا بالتنقل إلى ابتدائية القديس يوسف ببلدية باب الوادي نفس الجواب سمعناه عندما سألنا عن مكان التلاميذ الممتحنين، فأخبرنا أنه تم نقلهم إلى ابتدائية (محمد بوضياف) بذات البلدية تنقلنا إلى هناك والساعة حينها كانت تقارب 8:25 ، عندما وصلنا إلى هناك لمحنا من بعيد جمعا كبيرا من التلاميذ رفقة أولياء أمورهم، كانوا ينتظرون اللحظة التي ستفتح فيها أبواب المدرسة حتى يدخلوا ليمتحنوا. حلويات وسكر للممتحنين لمحنا في أيدي أولياء الأمور أكياسا بها الكثير من الحلويات بالإضافة إلى علب العصائر، وهناك حتى من أحضر معه الموز ليقدمه لطفله الذي سيمتحن على أساس أن الموز يمكن له أن يسد جوع الطفل إن جاع وقت الامتحان، وما شد انتباهنا أيضا أنه كان هناك مجموعة من الأمهات من جلبت معها بعض السكر في أكياس صغيرة لتقدمه لطفلها قبل أن يدخل الامتحان كما جرت العادة، بالإضافة إلى هذا وذاك فقد كان التوتر باديا على وجه العديد من التلاميذ الذين كانت ملامحهم شاحبة خوفا من أسئلة الامتحانات وقد حاول أولياء أمورهم تخفيف الضغط عليهم من خلال ممازحتهم قليلا، وقد سمعنا أحد الآباء يروي لابنه الأجواء التي اجتاز فيها امتحان انتهاء مرحلة التعليم الابتدائي، وأخبره كيف أن والده قام باقتناء ملابس جديدة له حتى يرتديها يوم الامتحان كما وعده بشراء دراجة له إذا نجح وهو ما كان، فبعد أن نجح اقتنى له والده دراجة، ليقوم ذاك الوالد الذي كان يروي قصته لابنه بوعده هو الآخر أن يشتري له دراجة من آخر طراز إذا ما نجح في الامتحان، لحظات بعدها وإذا بنا نسمع رنين الجرس حان وقت الالتحاق بالأقسام وجلوس كل تلميذ في مكانه فأغلقت أبواب المؤسسة التربوية وانصرف أولياء الأمور لأعمالهم. أسئلة سهلة في متناول التلاميذ في حدود الساعة العاشرة صباحا عدنا مرة أخرى إلى ابتدائية (محمد بوضياف)، لأنه التوقيت الذي انتهى فيه الامتحان الأول الخاص باللغة العربية والذي حدد توقيته من 8:30 إلى غاية10:00، فبدأ يخرج التلاميذ من الأقسام باتجاه الساحة فقد حان وقت الاستراحة التي حددت بنصف ساعة، فبدأ أولياء الأمور يتجمعون واحدا تلو الآخر أمام باب الابتدائية حتى يلقوا نظرة على أبنائهم ويعرفوا كيف كان امتحان مادة اللغة العربية وإن كانت معنويات أبنائهم مرتفعة أم لا، فبدأ الأطفال يتوافدون على الباب ليحدثوا أولياءهم لكن الحارس والشرطي اللذان كانا متواجدين بالمكان طردوا الأطفال ومنعوا الآباء من التكلم معهم حتى لا يقلقوهم، ومع ذلك تمكن بعض الأطفال من التكلم مع آبائهم فعرفنا أن موضوع الامتحان كان حول البيئة، وقد ضم سؤال الامتحان سؤالا حول النص طلب فيه من التلميذ وضع العنوان الرئيسي وكذا العناوين الفرعية، بالإضافة إلى هذا فقد تضمن أيضا أسئلة من النص بالإضافة إلى تمارين في النحو والقواعد، حيث طلب من التلميذ إعراب بعض الكلمات، بالإضافة إلى تحويل البعض منها إلى جمع التكسير والمؤنث والجمع، وفي آخر الأسئلة طلب من التلاميذ كتابة موضوع إنشاء حول كيفية حماية البيئة، ليرن بعدها جرس المدرسة مرة أخرى في حدود العاشرة والنصف صباحا ليطلب من التلاميذ الرجوع إلى أقسامهم من أجل اجتياز امتحان الرياضيات، بعد أن أغلقت أبواب المدرسة انصرف الأولياء إلى أشغالهم وانصرفنا معهم لنعود مرة أخرى إلى المدرسة في حدود منتصف النهار وهو وقت خروج التلاميذ، وقد كان بعض الأولياء الذين جاءوا لأخذ أبنائهم متخوفون بعض الشيء لأن مادة الرياضيات عادة ما تكون صعبة على الكثير من التلاميذ فهي المادة غير المرغوب فيها في المقررات الدراسية، وبينما نحن هناك فتح الباب وبدأ يخرج أول التلاميذ الممتحنين، وهناك حاولنا أن نتقرب منهم حتى نعرف كيف كان الامتحان، ليجمع الكثير من التلاميذ على أن الامتحان كان سهلا فقد ضم الموضوع خمسة تمرينات أولها عمليات حسابية والثاني فقد كان تمرينا في الهندسة وحساب الزوايا، أما بقية التمرينات فقد كانت عبارة عن مسائل للحل، ولكن ومع ذلك لمحنا من بين التلاميذ الممتحنين البعض منهم وقد خرج وهو يبكي لأن الامتحانين الرابع والخامس كانا في قمة الصعوبة بالنسبة إليهم، ومن الأمور التي لمحناها كان الكثير من التلاميذ يحملون معهم علبا ومن الحجم الكبير فيها مختلف أنواع الحلويات بالإضافة إلى بعض المشروبات تم توزيعها عليهم داخل المدرسة، ليعود بعدها التلاميذ إلى المؤسسة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال من أجل اجتياز امتحان الفرنسية، الذي كان محددا من الثالثة إلى غاية الرابعة والنصف بعد الزوال.. كما أن الأسئلة السهلة زرعت أملا كبيرا بالنجاح في نفوس أغلب التلاميذ وكذا أوليائهم إذ عبروا عن ارتياحهم الكبير لسهولة الامتحان وتفاءلوا بالنجاح ومن المرجح أن تظهر النتائج في 18 من الشهر الجاري.