وزارة عيسى تأمر بإطفاء المكيفات بعد الصلوات المفروضة لا مكان للنائمين في المساجد خلال رمضان! علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصة أن وزارة الشؤون الدينية وجهت تعليمات صارمة للجان المساجد في كافة ربوع الوطن، تقضي بإطفاء المكيّفات بعد انقضاء الصلوات المفروضة خلال شهر رمضان، في خطوة تهدف إلى (تنفير) كل من يقرر البقاء في المسجد للنوم واللغو من جهة وتقليص فواتير الكهرباء التي تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذه الفترة من جهة أخرى. بعدما تحولت كثير من المساجد المكيفة في مختلف ربوع الوطن إلى مراقد للصائمين الهاربين من حرارة الطقس، وضجيج الأبناء ومطالب الزوجة الرمضانية خلال السنوات القليلة الماضية، ارتأت وزارة محمد عيسى وضع حد لهذه الظاهرة، من خلال توجيه تعليمات صارمة تقضي بإطفاء المكيفات بعد الصلوات المفروضة وهي التي تعتبر عامل جذب أساسي للنائمين. وعزت مصادرنا تدخل الوزارة إلى كثرة شكاوى اللجان المسجدية والمصلين خلال العام الماضي أين استفحلت ظاهرة النوم العميق في المساجد بشكل غير مسبوق مما أحدث مشاكل وملاسنات بالجملة بين قيّمي المساجد وبعض المصلين الذين يفضلون الهروب من لهيب الشمس إلى برودة المساجد المزوّدة بالمكيفات الهوائية، خاصة في فترة الظهيرة التي تزيد مدتها عن ثلاث ساعات مابين صلاة الظهر والعصر. من جهة أخرى، ذكرت ذات المصادر أن هذه التعليمات الجديدة تهدف أيضا إلى تقليص مصاريف فواتير الكهرباء التي تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذه الفترة بفعل الإفراط في استعمال المكيفات عبر مساجد الوطن. ومعلوم أن الوزير السابق بوعبد الله غلام الله كان لا يشدد كثيرا على المساجد في رمضان، بدعوى صعوبة الظروف الاجتماعية لشريحة من المصلين، الذين يضطرون للاحتماء بالمساجد لما توفره من مكيفات هوائية هروبا من الحر ولتخفيف عناء الصيام، لكن هذه النظرة تغيرت مع الوزير محمد عيسى المعروف بصرامته في التعامل مع مثل هذه الظواهر. وفي موضوع ذي صلة، استبق بعض الأئمة حدث الشهر الفضيل من خلال تحذيرهم لجموع المصلين من مغبة تحويل هذه المساجد إلى أماكن للنوم خلال هذا الشهر، ووصل الحال ببعض الأئمة إلى حد دعوة القائمين على بيوت العبادة إلى توقيف المكيفات التي زودت بها هذه المساجد خارج أوقات الصلاة باعتبارها أحد الأسباب التي تشجع من يوصفون (بالكسالى) على قضاء قيلولتهم بهذه الفضاءات الدينية بكل مايسبّبه ذلك من حرج للقائمين عليها والذين أصبحوا يجدون صعوبات كبيرة للتحكم في هذه الظاهرة المشينة. فيما خصّص آخرون خطب الجمعة الماضية لتسليط الضوء على هاته الظاهرة، موضحين أنّ المساجد خصّصت للعبادة وليس للنوم، حيث أنّ المصلي من حقّه أن يغفو قليلا لكن ليس بمعنى النوم العميق الذي قد تنجر عنه العديد من الأمور غير المحبذة، كالكلام بدون وعي، خروج الريح والشخير وهي من المظاهر التي تسيء لبيوت الله. بالمقابل أكد هؤلاء في خطبهم على حق كل مواطن الدخول إلى المسجد متى شاء وأخذ قسط من الراحة بعد أداء الفرائض الخمسة، خصوصا بالنسبة لكبار السن والمرضى، لكن دون الإفراط في النوم أو القيام بسلوكات منافية لحرمة بيوت الله.