تعرف ظاهرة النوم في المساجد مابين صلاتي الظهر والعصر، تطورا يزيد مع تعاقب أيام رمضان، حيث يفضل الكثير من المصلين أخذ استراحة القيلولة في المساجد المزودة بالمكيفات الهوائية والتي تتحول إلى شبه مراقد في رمضان في ظل الحرارة العالية وطول فترة الصيام، فالزائر لبعض مساجد العاصمة هذه الأيام يرصد الأعداد الكبيرة للمصلين المترامين هنا وهناك في محيط المساجد، إذ يخاله أقرب ما يكون إلى مشهد جنائزي، يحول دون اعتبار هذا المكان المقدس مكانا للعبادة. وقامت «البلاد» بإحدى خرجاتها إلى بعض مساجد العاصمة قصد رصد هذه الظاهرة وكيفية تعامل مسيري المساجد معها، وقد صادف وصولنا إلى أحد مساجد الجزائر الوسطى مع صلاة الظهر فالتحقنا بها، وبعد انتهائها ببضع دقائق، سرعان ما قُطعت الإضاءة، تبعها فصل التكييف والبدء بإغلاق الأبواب، وعندما سألنا المشرف عن الأمر قال لنا: هذا أمر من الوزارة وهو واجب التنفيذ دون إبداء أي تفسير أو توضيح، الأمر الذي اضطرنا للمغادرة، في نفس الوقت استفسرنا آراء بعض المواطنين عن هذا القرار، فقال أحد المصلين إن لهم الحق في دخول بيوت الله في كل الأوقات، متسائلا عن مكان قراءة القرآن إن لم يكن في المسجد». وقال آخر «حجة الوزارة هي أن هناك مصلين ينامون في المساجد، لكننا لم نشاهد أحداً نائما في المسجد». تركنا هذا المسجد، لنرصد مسجدا آخر فكانت الصورة عكس الأولى تماما. عدد كبير من المصلين يتخذون من زوايا المسجد أمكنة للانعزال والنوم فيها، وعند استعلامنا عن الأمر قال احد المشرفين أن هؤلاء المصلين يبقون في المسجد بحجة قراءة القرآن وتلاوته، لكن سرعان ما تجدهم في سبات عميق، رغم نداءات الإمام المتكررة بعدم النوم في المسجد احتراما لقدسيته وطهارته. وفيما يخص هذه الظاهرة، أكدت الوزارة المعنية أن المساجد للعبادة وليس للنوم، فالمصلي من حقه الاستراحة في المسجد ومن حقه أن يغفو قليلا لاسترجاع قوته خاصة لدى كبار السن والمرضى، لكن أن يدخل المصلي في نوم عميق لا يمكن أن يتحكم في نفسه وقد تحدث أمور على غرار «خروج الريح، الشخير، الكلام دون وعي»، مما يتطلب الحد من هذه الظاهرة. كما أكدت أن الأئمة سيشددون خلال دروسهم الأولى في رمضان على احترام آداب المسجد والحفاظ على حرمته ونظافته، خاصة وأن المواطنين يقضون أوقاتا طويلة في المساجد بغرض قراءة القرآن والتهجد والتسبيح والاستغفار، لكن عليهم احترام قدسية المكان كونه بيت من بيوت الله.