يتزايد إقبال الناس على المساجد بشكل لافت للنظر بمجرد حلول شهررمضان، هذا الإقبال الواسع جلب معه ظواهر سلبية أساءت لحرمة المسجد وقدسيته، فحرارة الصيف الشديدة وللافحة وساعات الصيام الطويلة تدفع بالعشرات من المواطنين للجوء للمساجد لتجنب لفح الحرارة وأخذ قسط من الراحة، من خلال الخلود للنوم داخل المساجد ما جعلها تتحول إلى شبه مراقد جماعية. حيث لايكاد مسجد يخلو من عشرات النائمين يوميا ومن مختلف الأعمار شباب وكهول وشيوخ طامعين في إزاحة القليل من ساعات صيام نهار طويل حار وشاق، خاصة وأن المساجد تتوفر على مكيّفات هوائية ومراوح تجعل من هواء المساجد عليلا....ظاهرة النوم في المساجد انتشرت وبسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي دفع بالكثير من أئمة المساجد إلى التحذير من انتشارها من خلال حملات توعية هدفها محاربة هذا السلوك خشية أن تتحول المساجد إلى مراقد وغرف نوم للمصلين الذين يتدافعون إليها فردى وجماعات، كما جرى العمل به في سنوات فارطة… هذا و تعرف ظاهرة النوم في المساجد مابين صلاتي الظهر والعصر، تطورا يزيد مع تعاقب أيام رمضان، حيث يفضل الكثير من المصلين أخذ استراحة القيلولة في المساجد المزودة بالمكيفات الهوائية والتي تتحول إلى شبه مراقد في رمضان في ظل الحرارة العالية وطول فترة الصيام، فالزائر لبعض مساجد االمشرية هذه الأيام يرصد الأعداد الكبيرة للمصلين المترامين هنا وهناك في محيط المساجد،.....وقامت «الجمهورية» باستطلاع للظاهرة في بعض مساجدمدينة المشرية قصد الوقوف على كيفية تعامل مسيري المساجد معها ورأي مختلف الاطراف فيها ، وقد صادف وصولنا مع صلاة الظهر فالتحقنا بها، وبعد انتهائها ببضع دقائق، سرعان ما قُطعت الإضاءة، تبعها فصل التكييف والبدء بإغلاق الأبواب، وعندما سألنا المشرف عن الأمر قال لنا: هذا أمر من الوصاية وهو واجب التنفيذ دون إبداء أي تفسير أو توضيح، الأمر الذي اضطرنا للمغادرة، في نفس الوقت استفسرنا آراء بعض المواطنين عن هذا القرار، فقال أحد المصلين إن لهم الحق في دخول بيوت الله في كل الأوقات، متسائلا عن مكان قراءة القرآن إن لم يكن في المسجد». وقال آخر «حجة الوزارة هي أن هناك مصلين ينامون في المساجد، لكننا لم نشاهد أحداً نائما في المسجد». تركنا هذا المسجد، لنرصد مسجدا آخر فكانت الصورة عكس الأولى تماما. عدد كبير من المصلين يتخذون من زوايا المسجد أمكنة للانعزال والنوم فيها، وعند استعلامنا عن الأمر قال أحد المشرفين أن هؤلاء المصلين يبقون في المسجد بحجة قراءة القرآن وتلاوته، لكن سرعان ما تجدهم في سبات عميق، رغم نداءات الإمام المتكررة بعدم النوم في المسجد احتراما لقدسيته وطهارته..في هذا الصدد، أكد “مصطفى” أحد الشباب المتطوعين في خدمة المسجد بلال بن رباح بالمشرية وهو أيضا من المواظبين على الصلاة فيه، أنّ المسجد منذ الأيام الأولى لرمضان يعرف تناميا كبيرا لظاهرة النوم داخله خاصة في فترة الظهيرة، أين تشتد الحرارة وتصل إلى ذروتها. في السياق ذاته، أكّد مصطفى أنّ المسجد يعرف توافد العشرات من المواطنين الذين ينعدم في منازلهم التكييف الى جانب عابري السبيل من عمال وبطالين وشيوخ كلهم يقصدون بيوت الله لقضاء فترة القيلولة، خاصة وأن المساجد مفتوحة ليلا ونهارا وهذا بعد التعليمة الأخيرة الصادرة عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والتي تلزم فيها الأئمة بإبقاء المساجد مفتوحة خلال رمضان ليلا ونهارا، حتى يتسّنى للمواطنين التعبّد والصلاة وقراءة القرآن...هذا وأشار احد الائمة بالمشرية ، أنّ المساجد ستظلّ مفتوحة وذلك طيلة شهر رمضان وفي جميع الأوقات أمام المصلين، موضّحا أنّ من حق كل مواطن الدخول إلى المسجد متى شاء وأخذ قسط من الراحة بعد أداء الفرائض الخمسة، خصوصا بالنسبة لكبار السن والمرضى، لكن دون الإفراط في النوم أو القيام بسلوكات منافية لحرمة بيوت الله.وأنهم كأئمة يحرصون خلال دروسهم في رمضان على احترام آداب المسجد والحفاظ على حرمته ونظافته، خاصة وأن المواطنين يقضون أوقاتا طويلة في المساجد بغرض قراءة القرآن والتهجد والتسبيح والاستغفار، لكن عليهم احترام قدسية المكان كونه بيت من بيوت الله