تدفع ساعات الصيام الطويلة والمرهقة بالصائمين للبحث عن أية فرصة للركون إلى الراحة، وفي أي مكان هادئ، بعيدا عن لفحات الشمس، سواء بالحدائق العمومية أو الساحات وحتى على جوانب الطرقات ، لكن الكثير من الصائمين اهتدوا إلى مكان آخر أكثر راحة لأخذ قيلولتهم المسائية وهو المسجد. ظاهرة أصبحت ملازمة لشهر رمضان أثارت استياء المواطنين، وهي متعلقة بتحويل بعض الناس مساجد الله إلى مراقد للنوم لا يستيقظون منه إلا مع أذان الصلاة، حيث يغص بعض قاصدي المساجد في نوم عميق خاصة في الفترة الممتدة من الظهيرة إلى غاية العصر، حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة ولا يجد هؤلاء أفضل من المساجد، ولكن ليس للذكر أو العبادة في هذا الشهر الفضيل وإنما للراحة والاستسلام للنوم العميق، خاصة وأنها تتوفر على المكيفات الهوائية التي تضمن الاسترخاء لهذه الفئة، وقد اشمئز المصلين من هذه الظواهر السلبية المتكررة مع كل رمضان مطالبين الأئمة ولجان المساجد بوضع حد لهذه الظاهرة ورد الاعتبار لبيوت الله من أجل أن يتفرغ المسلم للعبادة والذكر. صور من مسجد سي أحمد بن شريف - وسط مدينة الجلفة ويؤكد بعض الأئمة أنّ المساجد خصّصت للعبادة وليس للنوم، موضحين أنّ المصلي من حقّه أن يغفو قليلا لكن ليس بمعنى النوم العميق الذي قد تنجر عنه العديد من الأمور غير المحبذة، كالكلام بدون وعي، خروج الريح والشخير وهي من المظاهر التي تسيئ لبيوت الله، موضّحين أنّ من حق كل مواطن الدخول إلى المسجد متى شاء وأخذ قسط من الراحة بعد أداء الفرائض الخمسة، خصوصا بالنسبة لكبار السن والمرضى، لكن دون الإفراط في النوم أو القيام بسلوكات منافية لحرمة بيوت الله.