تعيش أكثر من 20 عائلة تقطن بقرية »أولاد زيان« ببلدية لقاطة جنوب شرق ولاية بومرداس في حالة توتر وقلق كبيرين بسبب الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ أزيد من 10 سنوات وسط الفقر وغياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة،لا ماء ولا كهرباء، أما الغاز فلا مجال للحديث عنه على حد تعبير أحد قدامى القرية المنسية بشكل شبه كلي، هذا في ظل غياب السلطات المحلية التي لم تعر قضيتهم أي اهتمام بالرغم من علمها بالوضعية التي يعيشونها. وحسب ما أدلى به القاطنون بالحي في لقائهم بنا، فإن معضلتهم مع هذا المكان عمرها أزيد من 10 سنوات وهي تزداد تفاقما بسبب سياسة اللامبالاة المنتهجة من طرف مسؤوليهم الذين لم يبدوا أي استعداد من أجل مساعدتهم رغم علمهم بالقذارة التي يعيشون فيها والحرمان الذي يعانون منه في ظل غياب متطلبات الحياة، فتلك السكنات-يضيف هؤلاء- تشبه لحد بعيد الأكواخ نظرا لافتقارها لشروط العيش الكريم، حيث وجد هؤلاء أنفسهم وعلى مدار سنوات طويلة في مواجهة صعاب كثيرة بعد أن فشلوا في إيجاد مسكن لائق، لاسيما وأن بلديات ولاية بومرداس منها بلدية لقاطة تعيش أزمة سكن حادة، فحتم عليهم الوضع العيش في مكان من المفروض أن يخصص للحيوانات لا للإنسان، غير أنه في ظل الحاجة تحولت مساحات شاغرة إلى مسكن يأوي العديد من العائلات ويفتقر لأدنى شروط الحياة، بدءا بمشكل البيوت المشيدة بالطريقة العشوائية التي تفتقر لمعايير السكن اللائق، إذ صفيح القصدير والقماش حل محل الأسقف التي تزيد الجو برودة خاصة في فصل الشتاء أين تتحول المنازل إلى برك للمياه مثلما حدث السنة الماضية، أين وجد القاطنون أنفسهم في ليلة من ليالي الشتاء تجرفهم المياه القوية التي كادت أن تقتلهم لولا تدخل الحماية المدنية التي استطاعت أن تنقذ أرواحهم، غير أن المشكل لا زال يسكن وصال سكان الحي، هذا دون الحديث عن ضيق السكنات التي تشبه على حد تعبيرهم علب الكبريت، فهي لا تتسع حتى لفردين فما بالك ب 10 أفراد يقطنون في غرفة واحدة ويتبنون نظام الدوام في النوم، هو الوضع الذي يؤثر سلبا على وضعهم المعيشي لاسيما على الشباب الذين لجأوا إلى عالم الإدمان من بابه الواسع لتفريغ مكبوتاتهم تارة في الإدمان وتارة أخرى بين الكتابة على جدرانها التي توحي معظمها بالوضع المزري الذي يعيشه هؤلاء. ولم تقتصر المعاناة عند هذا الحد بل تعدتها لتصل إلى مشكل الرطوبة العالية التي تعم جل أرجاء المكان والتي أدت إلى إصابة الكثير منهم بأمراض صدرية وتنفسية خطيرة، حيث يسجل الحي شهريا أزيد من 8 حالات اختناق والمؤشر مرجح للارتفاع أمام الروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف العشوائية التي حولت المكان إلى مفرغة عمومية. لذا وأمام تفاقم الوضع بالحي المذكور، يناشد سكانه التدخل العاجل لسلطاتهم من أجل إيجاد حل لجملة المشاكل التي يتخبطون فيها.