وجهت حركة (طالبان) الأفغانية، رسالة إلى زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي، تطالبه بعدم التدخل في شؤون الحركة، وذلك عقب احتدام المعارك بين المسلحين المنتسبين إلى (طالبان) وآخرين من (داعش) في عدد من المناطق الأفغانية. وأكّدت (طالبان أفغانستان)، في رسالتها، التي وقع عليها نائب زعيم الحركة المولوي أختر محمد منصور، أن (المقاومة في أفغانستان متواصلة تحت راية الإمارة الإسلامية، وتحرز نجاحات تلو الأخرى، غير أنه في الآونة الأخيرة، جرت محاولات لتمزيق هذا الصف، من هنا فإن الحركة تطالب قيادة الدولة بأخذ الحيطة والحذر في هذا الشأن، والابتعاد عن شؤون طالبان، التي تقاوم المحتلين، منذ أكثر من ثلاثة عشرعاما). وشملت رسالة الحركة، مقدمة وتسع نقاط رئيسة، أهمها أن (الفترة الراهنة حساسة للغاية، وأن بعض المنتسبين إلى تنظيم (داعش) أضحوا يخلقون المشاكل لمجاهدي الحركة، الأمر الذي يصب في مصلحة من يتربص بالجهاد والمجاهدين). وذكّرت الحركة، بخلفيتها التاريخية، مشيرة إلى أن (القيادات الجهادية المشهورة عالمياً من خريجي مدرسة الجهاد الأفغانية، على غرار زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومؤسس تنظيم القاعدة في العراق، أبومصعب الزرقاوي). ولفتت (طالبان) في رسالتها أيضاً، إلى (أن زعيمها الملا عمر الذي يصفه أتباعه بأمير المؤمنين قد تم تنصيبه من قبل أكثر من 1500 عالم من داخل أفغانستان وخارجها)، موضحةً أن (القوى العالمية لم ترضَ بالنظام الشرعي الذي نفذته الحركة، لذلك لجأت إلى استخدام السلاح ضدها، وأقدمت على احتلال أفغانستان، ولكن الحركة تقاوم المحتلين من ذلك الحين، غير أن تفريق صف المجاهدين لا محالة يصب في مصالحة القوات المحتلة). وتطالب الحركة قيادة التنظيم بعدم أخذ قرار بشأن الحركة في ظل آراء الجهات الأخرى، وتدعوها إلى التواصل المباشر مع قيادتها أو من خلال المتحدثين الرسميين لها. وتأتي رسالة (طالبان) إلى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت احتدمت فيه المعارك بين أتباع الجماعتين في المناطق المختلفة، لا سيما في إقليم ننجرهار الحدودي بين باكستانوأفغانستان. وأدت تلك المعارك إلى مقتل عشرات المقاتلين، وتهجير عشرات الأسر. وكان (داعش) قد بث تسجيلاً مصوراً يظهر فيه إعدام بعض عناصر "طالبان" بحجة أنهم كانوا يتجسسون على التنظيم.