بعض النساء بمجرد حلول شهر رمضان، تتجه إلى المطبخ فلا تخرج منه، وبعضهن يعتبرنه مضيعة للوقت والجهد في حين يتمنين أن يقضين أوقاتهن في أداء العبادات، والتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل. مشكلة تتكرر كل عام في كثير من بيوت المسلمين، رغم أن القاعدة في حل المشكلات المتكررة، تتطلب الوقوف مطولاً عند أسباب المشكلة وحيثياتها، ثم النظر في الحلول المتراكمة لهذه المشكلات. بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين والتجارب الشخصية لمواجهة هذه المشكلات. أما التعامل معها بالطريقة نفسها فلن يفضي إلا للنتائج ذاتها، وكما يفترض أن يستفيد المرء من تجاربه والخبرات المتراكمة على مختلف الأصعدة المفترض أن تتعامل المرأة مع قضية المطبخ في رمضان، من منطلق خبراتها وتجاربها المتكررة في الرمضانات السابقة. وإذا كان ضياع الوقت هو أكثر التحديات التي تواجه المرأة في مطبخها خلال شهر رمضان، فإن الحل يكون أولاً بتنظيمه، أي تنظيم المرأة لوقتها بشكل عام. فقد لا تكون المشكلة في الوقت الذي تمضيه في المطبخ، وإنما بتنظيم وقتها ككل. ثانياَ: استغلال الوقت الذي تمضيه المرأة بالمطبخ بالذكر والاستماع للقرآن الكريم، مع احتساب الأجر والثواب، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا) رواه الترمذي وصححه، وصححه الألباني. ثالثاً: التدبير وعدم الإسراف، قال الله تعالى في سورة الأعراف31: (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ)، وهذا المبدأ كفيل بتوفير الوقت والنعمة معاً، فالإسراف في إعداد الوجبات والمشروبات سيؤدي إلى إسراف في الوقت وضياعه. رابعاً: نوعية الطعام المعد: فدور الأم تقديم الغذاء الصحي لأسرتها، لذا عليها مراجعة قائمة الوجبات اليومية التي تعدها، هل كلها تندرج تحت هذا النوع؟ وهل الجهود الكبيرة التي تبذلها تكون في صالح صحة الأسرة أو العكس، وكم من الوقت يمكن أن تختصره في حال استبعاد الأطباق غير المفيدة من الوجبات المعدة يومياً. خامساً: التفويض: يمكن للأم أن تفوض بعض المهام للأبناء لمساعدتها من جهة، ولتأهيلهم لتحمل المسؤولية، والمشاركة في نيل الأجر والثواب وتغذية هذه القيمة لديهم من جهة أخرى. إن علاقة المرأة مع المطبخ في رمضان لا تتوقف على مدى استفادتها من الوقت في العبادة وحسب، وإنما يتبين من خلال ما ذكرناه أن إصلاح هذه العلاقة لها أثر إيجابي على الأسرة ككل، من حيث استثمار الوقت وحفظ النعمة والصحة، وتحمل المسؤولية المشتركة، وغرس القيم الصحيحة في التعامل مع الطعام في هذا الشهر الفضيل، و تغيير الصورة الذهنية الخاطئة بأن رمضان شهر الطعام، وأن وقت المرأة مسخر لتحقيق هذا الهدف وحسب!