بسبب فضيحة التجسس على هاتف هولاند وغيره * فرنسا التي اعتادت "حقرة" الآخرين تتعرض "للبهدلة"! تواجه واشنطن فضيحة تجسّس جديدة من العيار الثقيل، على خلفية وثائق مسربة حول تجسس الاستخبارات الأمريكية على هواتف مسؤولين فرنسيين، بمن فيهم الرئيس فرانسوا هولاند، وهي الفضيحة التي سرعان ما أشعلت نيران حرب دبلوماسية كبرى بين أمريكاوفرنسا التي يبدو أنها لا تسكت على (بهدلتها)، وهي التي تعودت على (بهدلة الآخرين) و(حقرتهم) والنيل من حقوقهم والدوس عليهم، ثم عدم الاعتراف بذلك والاعتذار لهم!.. وتنذر تصريحات المسؤولين الفرنسيين، بدءا بهولاند الذي فوجئ بأن ما كان يقوله على الهاتف قد استمع إليه الأمريكان، بتصعيد كبير في الحرب الدبلوماسية التي شدت أنظار العالم في الساعات الماضية.. وأفادت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، استدعى أمس الأربعاء سفيرة الولاياتالمتحدة في فرنسا، جاين هارتلي، بعد الكشف عن تجسس أمريكي على 3 رؤساء فرنسيين. ويأتي هذا الإجراء بعدما عقد مجلس الدفاع جلسة طارئة صباحا برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند والذي أكد أن باريس (لن تسمح بأي أعمال تعرض أمنها للخطر). ونددت فرنسا، بتجسس (غير مقبول بين حلفاء) بعدما كشفت وسائل إعلام فرنسية، استنادا إلى وثائق سربها موقع (ويكيليكس)، أن الولاياتالمتحدة تنصتت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول (هذا غير مقبول بين حلفاء). وقد أدلى بهذا التصريح قبيل عقد اجتماع طارئ دعا إليه هولاند بمشاركة الوزراء الرئيسيين وكبار مسؤولي القوات المسلحة والاستخبارات في البلاد. وزعم البيت الأبيض، أنه لا يستهدف ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي هولاند. ودفع نشر هذه المعلومات الرئيس الفرنسي إلى دعوة مجلس الدفاع للانعقاد صباح الأربعاء، بحسب ما أفاد أحد مساعديه. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن عمليات التنصت الأمريكي على الرؤساء الفرنسيين غير مقبولة، مشيرا إلى أن باريس ستنقل موقفها للسفيرة الأمريكيةبباريس، مضيفا أنه سيتصل بنظيره الأمريكي لمزيد من التفسيرات والإيضاحات حول الموضوع. وشدد الدبلوماسي الفرنسي أن على الولاياتالمتحدة تكنّ احترام لخصوصيات فرنسا، مؤكدا أن باريس ستأخذ الموضوع بشكل جدي للغاية. بدوره، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تبذل الجهود القصوى من أجل معالجة الأضرار التي لحقت بالعلاقات الفرنسية-الأمريكية على خلفية فضيحة التجسس. ويُنتظر أن تقوم الاستخبارات الفرنسية بإرسال ممثليها إلى الولاياتالمتحدة من أجل إجراء تحليل مشترك لمضمون الاتفاقية الموقعة بين الدولتين بشأن تعاون هيئات الاستخبارات -حسب ما- ذكر فالس.