قرار إغلاق 80 مسجدا يفجّر فتنة رمضانية في تونس * (السبسي) يعتبر البلاد على حافّة الكارثة ويعلن الطوارئ * قال إمام وخطيب جامع (اللخمي) في مدينة (صفاقس) التونسية رضا الجوادي إن أئمة المدينة كلّفوا عددا من المحامين بالطعن لدى المحكمة الإدارية في قرار الحكومة الأخير القاضي بغلق 80 مسجدا جاءت تصريحات الجوادي خلال ملتقى دعت إليه هيئة الجامع عقب صلاة تراويح ليلة السبت تحت عنوان (لا للإرهاب لا للهجمة على المساجد) بمشاركة نحو 50 إماما وخطيبا وبحضور ما يزيد عن ألفي مصل وأعلن الجوادي أن الأئمة سينفّذون وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل أمام قصر الحكومة في القصبة ووزارة الشؤون الدينية للتنديد بإجراءات الحكومة التي وصفها ب (الجائرة) وقال: (نرفض إغلاق المساجد لأنها سياسة عقاب جماعي) حسب تعبيره ورفض الجوادي هجوم سوسة الأخير قائلا: (نحن نتبرّأ من العملية الإرهابية التي جرت في شاطئ محافظة سوسة فالعمل الإجرامي لا علاقة له بالإسلام ولا بالإنسانية) بدورهم أجمع الأئمة المشاركون في الملتقى على (رفضهم القاطع لكلّ العمليات الإرهابية التي عصفت بالبلاد مستهدفة أمنها واستقرارها) داعين في الوقت ذاته إلى (اتّخاذ تدابير مدروسة وهادفة ورصينة تحول دون استفحال هذه الظاهرة بعيدا عن تلفيق التهم للأئمة وممارسة الاضطهاد الديني) واستنكر الأئمة قرار المجلس الوزاري عقب هجوم سوسة بإغلاق 80 مسجدا واعتبروه (متسرّعا لن يساهم في اجتثاث الإرهاب وربما سيزيد من وطأته) ويأتي الملتقى بعد مرور أسبوع ونيف على الهجوم الذي راح ضحيته 39 من السيّاح الأجانب وجرح 39 آخرون من جنسيات مختلفة وكان مجلس الوزراء التونسي قد قرّر اتّخاذ جملة من الإجراءات عقب الهجوم بدأ في تنفيذها أهمّها إغلاق 80 مسجدا (غير قانونية) وإخضاع تمويل الجمعيات لمراقبة الدولة وعقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب في سبتمبر المقبل واستدعاء قوّات جيش الاحتياط لدعم الوجود الأمني وتسليح عناصر الأمن على الشواطئ واتّخاذ إجراءات قانونية ضد كلّ حزب أو جمعية مخالفة للدستور إضافة إلى عزل عدد من الأئمة وجاء في أعقاب الإجراءات المتّخذة عقب أسبوع من العملية الإرهابية إعلان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي السبت حالة الطوارئ في البلاد لمدّة 30 يوما * إعلان الطوارئ إلى غاية 2 أوت من جهته أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حالة الطوارئ في البلاد إثر الاعتداء الدامي الذي أسفر عن مقتل 38 سائحا في 26 جوان في مدينة سوسة. واعتبر خبير استراتيجي أن تونس تحوّلت إلى دولة ضعيفة في مواجهة مخابرات دولية قوية واعتبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خاتمة كلمة توجّه بها إلى الشعب التونسي السبت تلاوة نصّ بيان يتعلّق بقرار إعلان حالة الطوارئ لمدّة شهر خلال الفترة من 4 جويلية الجاري إلى 2 أوت المقبل وقال قايد السبسي إن الظرف الاستثنائي الذي تمرّ به البلاد إثر العملية الإرهابية الأخيرة واستمرار وجود تهديدات يجعل البلاد في حالة حرب من نوع خاص حيث أن الإرهاب يرمي إلى تقويض نظام الدولة ومؤسساتها ومصادرة ممارسة الحرّية والاعتداء على قيم المجتمع ونمط عيشه الجماعي والمشترك) وقال السبسي في كلمته (إن تونس لن تتحمّل تكرار عملية سوسة) مشدّدا (على أنه لو تكرّرت أحداث سوسة فإن الدولة التونسية ستنهار) وسجّل السبسي أن (تونس بسبب انعدام الاستقرار السياسي فيها ضيّعت وتضيّع على نفسها فرصا كبيرة للاسثمارات الأجنبية) مذكّرا (بمصنع سيّارات بقيمة 557 مليون أورو يوفّر خمسة آلاف منصب شغل قارّ ضاع على تونس بسبب عدم استقرارها) وتابع السبسي أن هذا ما يقتضي (تسخير كافّة إمكانيات الدولة لدحر هذه الآفة واتّخاذ كافّة التدابير الضرورية لا فحسب للتصدّي للتهديدات الإرهابية وإنما كذلك للتوقي منها ضمانا لأمن البلاد الداخلي وحفظا للأرواح ولأمنها الخارجي باعتبار أن الإرهاب أضحى عابرا للحدود لذا نعلن عن حالة الطوارئ في كامل تراب الجمهورية) إلى ذلك عرفت تونس حالة الطوارئ في مارس 2014 بعدما تمّ تمديدها من دون توقّف منذ جانفي 2011 مع فرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وتواجه تونس منذ ثورتها تصاعدا للحركة الجهادية المسؤولة عن مقتل عشرات من عناصر الشرطة والعسكريين تعرّضت لاعتداءين في ثلاثة أشهر تبنّاهما تنظيم الدولة وأسفر الهجومان عن مقتل 59 سائحا أجنبيا: 21 في الهجوم على متحف باردو في مارس و38 في اعتداء سوسة في 26 جوان. وأقرّ رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد الجمعة بأن الشرطة تباطأت في التدخّل خلال هجوم سوسة