الجواب: لا يجوز لمسلم تركُ الصلاة وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط في شأنها حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) ومعنى (فقد كفر) في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التي في معناه: أي أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم فإن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذًا بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب والمسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه إن كان من أهل وجوبه وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ادخُلُواْ فِي السِّلامِ كَافَّة} [البقرة: 208] وجاء في تفسيرها: أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: {أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتَبِ وَتَكفُرُونَ بِبَعض} [البقرة: 85] وكل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها ولكنه يأثم لتركه أداء العبادات الأخرى فمن صام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي