الإخوان يعوّلون عليها كثيرا -- يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر وامتداداتها في دول أخرى تراهن وتعوّل كثيرا على دور كبير للجزائر في أزمتها الحادة وتأمل أن تحول بلادنا دون تنفيذ أحكام الإعدام في حق عدد غير قليل من قيادييها يتقدمهم الرئيس المنتخب المعزول محمد مرسي وفي هذا الصدد قالت صحيفة (العربي الجديد) اللندنية أن هناك مساع جزائرية لمنع إعدام الرئيس الأسبق مرسي وقيادات الإخوان وقبل ذلك كان (إخوان الجزائر) ممثلين أساسا في (حركة مجتمع السلم) قد طالبوا بتدخل السلطات الجزائرية لدى نظيرتها المصيرية ل(منع المجزرة) وقالت الصحيفة في تقرير لها: طلب رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التدخل لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعدم إعدام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بحسب ما كشفت مصادر قالت الصحيفة أنها (جزائرية مسؤولة) وقالت المصادر إن الغنوشي ناشد بوتفليقة خلال زيارته الأخيرة للجزائر التوسط لدى السيسي واستغلال العلاقة الحسنة بين الجزائر ومصر لعدم الإقدام على إعدام مرسي تنفيذاً للتهديدات الضمنية التي أطلقها السيسي ضمنياً وذكر المصدر أن الغنوشي شرح لبوتفليقة المخاطر الكبرى المحدقة بمصر في حال تم إعدام مرسي وقيادات الصف الأول من (الإخوان المسلمين) وبينهم المرشد محمد بديع كما أشارت المصادر إلى أن بوتفليقة وعد الغنوشي ببذل جهده وأبلغ ضيفه التونسي أنها ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الجزائر في حالات كهذه وأن الجزائر كانت قد بذلت جهوداً كبيرة لمنع إقدام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على إعدام سيد قطب ورجحت المصادر ذاتها أن يكون الغنوشي قد استبق زيارة مرتقبة يجري الحديث عنها منذ فترة للسيسي إلى الجزائر وهي الزيارة التي يود الغنوشي أن تستغل لتدخل بوتفليقة لدى الرئيس المصري لمنع إعدام مرسي وخصوصاً أن بوتفليقة نفسه كان رفض طلباً من السيسي في أول زيارة له بعد انتخابه رئيساً في مصر لتصنيف (الإخوان) منظمة إرهابية وأبلغ السيسي بوتفليقة حينها أن الجزائر لا يمكن أن تقبل تصنيفاً كهذا نظراً لمشاركة إخوان الجزائر الحاسمة في مكافحة الإرهاب والحفاظ على النظام الجمهوري ودعم الدولة في فترة الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي وتتقاطع هذه التسريبات مع تصريح مسؤول العلاقات الخارجية في حركة النهضة رفيق بوشلاكة الذي أكد أن لقاء الغنوشي مع بوتفليقة (استعرض الوضع المصري وتحديداً ملف الإخوان بعد عزم الرئيس السيسي المضي في تنفيذ أحكام الإعدام في حق قيادات التنظيم) وسبق للغنوشي نفسه أن قال في حوار نشرته صحيفة الخبر: (طالبت كل الرؤساء الذين قابلتهم بالتدخل لمنع وقوع الإعدامات) وأضاف أن (حلول الاستئصال لن تحل مشكلات مصر وإنما ستُدخلها في الظلام لذلك إذا نفذت إعدامات كما وعد الرئيس السيسي فيخشى أن يفلت الزمام من قادة الإخوان وأن تصبح السياسة التي أعلن عنها مرشد الإخوان (سلميتنا أقوى من رصاصهم) غير قابلة للصمود إذا حصلت الإعدامات) وذكّر الغنوشي بأنه لوّح في تصريحات عدة بمبادرات ودعوات القادة السعوديين (بما لها من وزن روحي واقتصادي بأن تقوم مصالحات في المنطقة كلها وفي مصر وأرجو أن تجد هذه الدعوات استجابة لدى القادة الذين التقيتهم في السعودية وتركيا وفي الجزائر)