كشفت صحيفة "العربي الجديد" اللندنية عن تدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمنع إعدام الرئيس المصري الاسبق مرسي وقيادات الإخوان . وقالت الصحيفة في تقريرها: طلب رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التدخل لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعدم إعدام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وقالت المصادر إن الغنوشي ناشد بوتفليقة، خلال زيارته الأخيرة للجزائر، التوسط لدى السيسي واستغلال العلاقة الحسنة بين الجزائر ومصر لعدم الإقدام على إعدام مرسي تنفيذاً للتهديدات الضمنية التي أطلقها السيسي ضمنياً. وذكر المصدر أن الغنوشي شرح لبوتفليقة المخاطر الكبرى المحدقة بمصر في حال تم إعدام مرسي وقيادات الصف الأول من "الإخوان المسلمين" وبينهم المرشد محمد بديع. كما أشارت المصادر إلى أن الرئيس بوتفليقة وعد الغنوشي ببذل جهده وأبلغ ضيفه التونسي أنها ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الجزائر في حالات كهذه، وأن الجزائر كانت قد بذلت جهوداً كبيرة لمنع إقدام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على إعدام سيد قطب. ورجحت المصادر الجزائرية أن يكون الغنوشي قد استبق زيارة مرتقبة يجري الحديث عنها منذ فترة للسيسي إلى الجزائر، وهي الزيارة التي يود الغنوشي أن تستغل لتدخل بوتفليقة لدى الرئيس المصري لمنع إعدام مرسي. وخصوصاً أن بوتفليقة نفسه كان رفض طلباً من السيسي في أول زيارة له بعد انتخابه رئيساً في مصر، لتصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية، وأبلغ السيسي حينها أن الجزائر لا يمكن أن تقبل تصنيفاً كهذا، نظراً لمشاركة إخوان الجزائر الحاسمة في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على النظام الجمهوري ودعم الدولة في فترة الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي. تتقاطع هذه التسريبات مع تصريح مسؤول العلاقات الخارجية في حركة النهضة، رفيق بوشلاكة، الذي أكد أن لقاء الغنوشي مع بوتفليقة "استعرض الوضع المصري وتحديداً ملف الإخوان بعد عزم الرئيس السيسي المضي في تنفيذ أحكام الإعدام في حق قيادات التنظيم". وسبق للغنوشي نفسه أن ًصرّح في حوار نشرته صحيفة الخبر الجزائرية: "طالبت كل الرؤساء الذين قابلتهم بالتدخل لمنع وقوع الإعدامات". وقال أن "حلول الاستئصال لن تحل مشكلات مصر، وإنما ستُدخلها في الظلام، لذلك إذا نفذت إعدامات كما وعد الرئيس السيسي فيخشى أن يفلت الزمام من قادة الإخوان، وأن تصبح السياسة التي قال عنها مرشد الإخوان (سلميتنا أقوى من رصاصهم)، غير قابلة للصمود إذا حصلت الإعدامات". وذكّر الغنوشي بأنه لوّح في تصريحات عدة بمبادرات ودعوات القادة السعوديين "بما لها من وزن روحي واقتصادي بأن تقوم مصالحات في المنطقة كلها وفي مصر، وأرجو أن تجد هذه الدعوات استجابة لدى القادة الذين التقيتهم في السعودية وتركيا وفي #الجزائر". ولم يكشف الغنوشي عن المسؤولين السعوديين الذين التقاهم في الرياض، وما إذا كان الملك سلمان بينهم، لكن مصادر مسؤولة نقلت عنها "العربي الجديد" أن الغنوشي التقى فعلاً ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وطرح معه فكرة الوساطة بين الإخوان والسيسي. واتهم الغنوشي السيسي بدفع مصر إلى المجهول، وصرّح إن "مصر تغرق في الظلام وقيادتها تدفعها إلى المجهول وإلى الكارثة".