البرغوثي يكشف: (مؤتمر الإعمار لم يكن سوى أكذوبة)* * بعد سنة من العدوان.. 22 ألف فلسطيني في العراء* أكّد مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة (المبادرة الوطنية الفلسطينية) أن غزّة وبعد مرور عام على العدوان ما زالت تنتظر إعادة إعمار آلاف البيوت والمرافق التي دمّرها الجيش الإسرائيلي. قال البرغوثي في تصريح صحفي أمس الثلاثاء إن مؤتمر إعادة الإعمار اتّضح أنه لم يكن سوى خدعة كبيرة وأن الحصار على غزّة ما زال مستمرّا بنفس الشراسة والوقاحة التي سبقت العدوان وفق تعبيره وأضاف أن (من واجب محكمة الجنايات أن تبدأ بأسرع وقت التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها قادة وجيش الاحتلال وأنه لن يهدأ بال حتى يحاسب المسؤولون عن قتل مئات الأطفال وآلاف المدنيين وعن تدمير المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل المسعفين والصحفيين). وأشار الأمين العام لحركة (المبادرة) إلى أن (خير ما يقدم اليوم للشعب الفلسطيني في هذه الذكرى الأليمة هو إنهاء الانقسام بكلّ مظاهره المخجلة بما في ذلك الاعتقالات السياسية والإسراع في تحقيق الوحدة الوطنية وبناء قيادة وطنية موحدة لمواجهة جرائم ومخططات الاحتلال) حسب قوله. وكانت الدول المانحة عقدت عقب انتهاء الحرب على غزّة قبل عام تقريبا مؤتمرا دوليا في مصر من أجل إعمار قطاع غزّة وجمعت لذلك 4.5 مليار دولار. * بوادر اتّفاق في ذات السياق قال وزير الأشغال العامّة والإسكان في الحكومة الفلسطينية مفيد الحساينة إن (دولة الكيان وافقت على إدخال مواد البناء اللاّزمة لإعادة إعمار 663 وحدة سكنية تهدّمت كلّيا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزّة صيف العام الماضي). وأوضح الحساينة في تصريح صحفي (أن السلطات الفلسطينية والاحتلال ومؤسسة UNOPS الدولية توصّلت إلى اتّفاق حول آلية إدخال مواد البناء) دون أن يكشف طبيعة هذا الاتّفاق. وعلى مدار 51 يوما تعرّض قطاع غزّة الذي يُعرف بأنه أكثر المناطق كثافة للسكّان في العالم (1.8 مليون فلسطيني) لهجوم عسكري جوي وبرّي أدّى إلى استشهاد 2147 فلسطيني من بينهم 578 طفل و489 امرأة و102 مسنّ فيما أصيب 11 ألفا آخرين قالت وزارة الصحّة إن من بينهم ألف شخص باتوا يعانون من إعاقة دائمة حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وحسب إحصائية أعدّتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاّجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (UNDP) فإن عدد الوحدات السكنية المهدّمة كلّيا جرّاء الغارات بلغت 12 ألف وحدة فيما بلغ عدد الوحدات السكنية المهدّمة جزئيا 160 ألف وحدة منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن. ورغم مرور نحو عام على انتهاء الحرب إلاّ أن عملية الإعمار لم تبدأ بشكل حقيقي وما يزال 22 ألف فلسطيني مشرّدين في مراكز الإيواء والمساكن المؤقّتة أو لدى أقاربهم وفق إحصائيات وزارة الأشغال العامّة والإسكان الفلسطينية.