الجزائر ترثي أبناءها والجيش يتوعّد الدمويين: وقفت الجزائر أفرادا ومؤسّسات وأحزابا وجمعيات وقفة رجل واحد لترثي شهداء الجيش الوطني الشعبي الذين اغتالهم دمويون في العملية الإرهابية الغادرة التي وقعت في عين الدفلى بعد ساعات من نهاية شهر رمضان الفضيل وفي المقابل توعّدت المؤسّسة العسكرية فلول الإرهابيين بمطاردتهم والقضاء عليهم. أفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس بأنه قُتل تسعة جنود وجُرح اثنان آخران مساء يوم الجمعة الماضي في ولاية عين الدفلى إثر تعرّضهم لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية. وأوضح البيان أنه (على إثر عملية بحث وتمشيط بمنطقة جبل اللوح بسوق العطّاف بولاية عين الدفلى بإقليم الناحية العسكرية الأولى تعرّضت يوم 17 جويلية 2015 على الساعة السابعة مساء مفرزة للجيش الوطني الشعبي لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية حيث استشهد تسعة عسكريين وجرح اثنان آخران). وفور وقوع هذه الجريمة تمّ تطويق المنطقة ومباشرة عملية تمشيط واسعة ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرهم يضيف البيان. إن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي (تأتي بعد الضربات الموجعة التي تلقّتها الجماعات الإرهابية والخسائر الفادحة التي تكبّدتها في الأشهر الأخيرة لن تزيد أفراد الجيش الوطني الشعبي إلاّ عزيمة وإصرارا على مطاردة فلول هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم) تؤكّد الوزارة في بيانها وهو ما يشير إلى عزم الجيش على الثأر لهؤلاء الشهداء ومواصلة مطاردة الإرهابيين الغادرين إلى غاية القضاء عليهم. حزن في الشارع الجزائري وتنديد سياسي عمّ الحزن الشارع الجزائري الذي عبّر عن سخطه على الدمويين الذين قاموا بعملية غادرة أدخلت عددا غير قليل من العائلات الجزائرية في حِداد وارتدت صفحات فايسبوكية اللّون الأسود تعبيرا عن حزن الجزائريين بسبب ما حصل. كما شجّبت أحزاب ومنظّمات سياسية وهيئات المجتمع المدني اغتيال تسعة جنود في صفوف الجيش الوطني الشعبي مستنكرة هذا الفعل الإجرامي بشدّة. وأدان الدكتور أحمد فوراية رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أمس في بيان له تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه الاعتداء الإرهابي الذي طال عددا من أفراد الجيش الوطني الشعبي بولاية عين الدفلى وأدّى إلى استشهاد 11 جنديا. واعتبر رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة هذه الجريمة النكراء التي تزامنت مع عيد الفطر المبارك والتي ارتكبتها أيادي الغدر من الجماعات الإرهابية المتطرّفة بالعمل الجبان والوحشي الذي لا يمتّ إلى الإنسانية بصلة راح ضحيتها خيرة أبناء هذا الوطن مؤكّدا أن الإرهاب لا دين ولا وطن له بل هدفه دائما ترويع الآمنين وقتل الأبرياء واستهداف استقرار المجتمعات على حدّ تعبيره. وفي هذا السياق قدّم فوراية تعازيه لأُسر ضحايا الاعتداء الجبان مثمّنا في نفس الوقت الجهود التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير في مكافحة فلول الجماعات الإرهابية والحفاظ على أمن واستقرار البلاد من التحرّشات الأجنبية حيث دعا كلّ الجزائريين إلى الالتفاف حول الوحدة الوطنية في ظلّ الظروف الإقليمية التي تمرّ بها البلاد لمحاربة كلّ أشكال التطرّف والعنف والإرهاب حفاظا على استقرار الوطن موجّها رسالة إلى كلّ الشباب الجزائريين بالمساهمة في الحفاظ على أمن البلاد ونبذ الفكر الهدّام والمتطرّف الذي يهدم ولا يبني بل يزرع الدمار والخراب في المجتمعات لتفكيكها والسيطرة على ثرواتها. صالحي تدعو إلى تظاهرات تشجّب ما حدث لأفراد الجيش من جهتها ندّد حزب العدل والبيان بشدّة بالهجمة الإرهابية على جنود الجيش الوطني الشعبي (الأبرياء) الذين راحوا ضحية هجوم محكم نفّذته مجموعة إرهابية في ولاية عين الدفلى أوّل أمس. اعتبرت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان حسب بيان لها تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أن ما حدث جاء نتيجة لوجود عناصر مدسوسة من دعاة إذكاء نار الفتنة والتكفير (حتى أنهم بخلوا على أولياء هؤلاء الضحايا من الجنود وعلى الشعب الجزائر كلّه بفرحة العيد التي هي أصلا منقوصة بسبب ما يحدث في بلدان الجوار والدول الشقيقة كليبيا ومصر وسوريا واليمن وحتى تونس فضلا عن المسلمين المعذّبين في الأرض في كلّ من بورما وغزّة والقائمة تنمو يوما بعد يوم). وفي هذا السياق دعت رئيسة الحزب -حسب بيانها- الشعب الجزائري إلى الخروج في تظاهرات ضخمة تملأ شوارع المدن والقرى الجزائرية عبر كلّ التراب الوطني احتجاجا ورفضا لإعادة سيناريو التسعينيات ودعت كذلك إلى الاعتدال والوسطية في المجتمع الجزائري (نندّد ونستنكر كلّ من عمل من شأنه تشويه صورة الإسلام السمح أوّلا والمساس بالوحدة الوطنية الجزائرية ثانيا والاعتداء على حماة الوطن من أبرياء الجيش الجزائري المتين) وأردفت في بيانها للذين يدّعون نصرة الإسلام بقتل أبناء الوطن الواحد والدين الواحد باسم الإسلام (أن خير دليل على عدالة هذا الدين هو حقوق أهل الذمّة من نصارى ويهود في بلاد المسلمين فما بالك إذا كانوا مسلمين ذاتهم؟). وأضاف نصّ البيان (إن دولة الجزائر تدين بدين الإسلام [دين الدولة الإسلام المادة 2 من الدستور] الإسلام الذي جاء من أجل إصلاح المجتمعات وتقوية الدول والأمم ولنا في ذلك خير دليل [مبادئ بيان أوّل نوفمبر] و(توصيات جمعية العلماء المسلمين] فلسنا في حاجة إلى استحداث فتنة المراد من خلالها تهديم الجزائر وتذبيح شعبها). منظّمة ضحايا الإرهاب تطالب بوتفليقة بتعديل قانون المصالحة كما طالبت كذلك المنظّمة الوطنية لضحايا الإرهاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باستعمال السلطة التي منحها له الدستور لإحداث تغييرات في بعض بنود قانون المصالحة الوطنية للحدّ من الأعمال الإجرامية في حقّ الأبرياء على حدّ تعبيرها. وجاء في بيان للمنظّمة الوطنية لضحايا الإرهاب تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس تنديدها الصريح بالعمل الإجرامي الذي طال خيرة من أبناء الجيش الوطني الشعبي والتي قال إنها رغم سنوات الجمر إلاّ أن الآلة الإجرامية للإرهاب لازالت تحصد أرواح أسود البلاد. مصر تُدين وتتضامن أعرب المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي عن إدانة مصر الكاملة وبأشدّ العبارات للحادث الإرهابي الذي وقع في منطقة عين الدفلى مؤكّدا تضامن مصر الكامل مع حكومة وشعب الجزائر الشقيق في مواجهة الإرهاب الغاشم ومقدّما تعازي مصر حكومة وشعبا لأسر الشهداء سائلا المولى عزّ وجلّ أن يتغمّدهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جنّاته. وشدّد المتحدّث على أن تكرار الحوادث الإرهابية في مختلف أنحاء العالم إنما يؤكّد على أهمّية التكاتف الدولي في مواجهة هذه الظاهرة البغيضة التي تستهدف الأمن والاستقرار والتنمية في مختلف ربوع العالم.