بدعم علني إيراني- أمريكي فاحت الرائحة النتنة التي كانت متجمعة في قوقعات وأنابيب منذ مئات السنين وذلك بعد الاتفاق النووي الذى أبرم بين إيران وحليفتها العظمي أمريكا مؤخرا وبه علت شوكة إيران الصفوية في المنطقة وأصبحت تمتلك (الشرعية) المزيفة لتدمير الكيانات السنية والقضاء على الأنظمة التى لا تزال تدين للمذهب السني. والتاريخ يعيد نفسه من جديد .. فسقوط الخلافة العثمانية السنية جاء بسبب تحالف الشيعة الصفويين بقيادة زعيمهم إسماعيل الصفوي مع نصارى ويهود الغرب ونجحت بالفعل مخططاتهم وتم إسقاط أكبر وآخر خلافة إسلامية تدين للمذهب السني وتفرقت البلاد إلى دويلات شتى استقلت كل واحدة منهن بنفسها. وما تلعب عليه إيران في هذه الفترة هو تعيين حليفها المسيحي ميشال عون رئيسا لجمهورية لبنان وبهذا يحلو المناخ لها من ناحيتين الأولى توريط الجيش اللبناني في معارك سوريا والثانية وضع الخطة النهائية التى بها يصبح (لبنان) ضمن المحافظاتالإيرانية في المنطقة على غرار سوريا والعراق واليمن. وليس أمام إيران حتى تحقق حلمها وتفرض (عون) على رئاسة لبنان سوى تغيير (اتفاق الطائف) الذي تم في 1989 برعاية السعودية بين الأطراف المتنازعة في لبنان وقضي ببسط سيادة لبنان وحل الميليشيات المسلحة وتقسيم مقاعد مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين فلو تحقق ذلك وأصبح للمسيحيين النصيب الأكبر في النواب أصبح عون رئيسا للبنان يأخذ الأوامر والتوجيهات من المرشد العام لإيران (الخميني). وهذا ما كشفه النائب الدرزي وليد جنبلاط رئيس حزب (اللقاء الديمقراطي) الرافض للمشروع الإيراني في المنطقة في تصريحات له الأربعاء المنصرم حيث قال بحسب صحيفة (الحياة):(إن إيران ترغب في تغيير اتفاق الطائف الذى تم بين الأطراف المتنازعة في لبنان عام 1989 لبسط هيمنتها والسيطرة الكاملة على لبنان عن طريق حليفيها حزب الله وميشال عون). ورأى (جنبلاط) أنه إذا لم يعط الجانب الإيراني لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تسهيل الرئاسة في لبنان خلال زيارته المرتقبة لطهران وإذا تبين أن هناك تشددا في طريقة وضع جدول الأعمال في جلسة مجلس الوزراء اللبنانية المقبلة فمعنى ذلك أن إيران تأمل أن يحدث تغيير في صيغة اتفاق الطائف. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد أعلنت مؤخرا عن وجود تنسيق زيارة لوزير الخارجية الفرنسي إلى إيران لبحث ملف الرئاسة اللبناني خصوصا بعد الاتفاق النووي بين إيرانوأمريكا وبهذا اتضحت الصورة النهائية لملف الرئاسة اللبناني.