حملات اعتقالات ومداهمة لبيوت الفلسطينيين في الضفّة يواصل المستوطنون الصهاينة سياستهم الهمجية التي تستهدف الفلسطينيين على أرضهم حيث لم تنفع نداءات الاستهجان والإدانة الدولية لحرق الرضيع الفلسطيني الجمعة الماضية في كبح حقد بني صهيون وإصرارهم على محو أثار العرب من أرضهم. أفادت مصادر فلسطينية بأن ثلاثة مستوطنين هاجموا المواطن عماد أبو شرخ (55 عاما) أثناء عودته إلى منزله في إحدى أحياء مدينة اللد بعد أدائه صلاة الفجر واعتدوا عليه بالضرب المبرح باستخدام العصي الأمر الذي أدّى إلى إصابته بجراح متوسّطة خاصّة في منطقة الرّأس نُقل على أثرها إلى المستشفى لتلقّي العلاج. من جانبها قالت سلطات الاحتلال إنها تواصل التحقيقات في كلّ تفاصيل وملابسات الاعتداء على أبي شرخ للوصول إلى هوية الفاعلين. ويشار إلى أن اعتداءات المستوطنين على أهداف فلسطينية تشهد تصعيدا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة حيث توفّر قوّات الاحتلال الغطاء الأمني اللاّزم لحماية المستوطنين وضمان تنفيذ اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم دون التعرّض لهم. وفي الضفّة الغربية قامت قوّات الاحتلال باعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين عقب اقتحامها مجموعة قرى واقعة في محيط مدينة رام اللّه وسط الضفة الغربية المحتلّة ونقلتهم إلى جهات غير معلومة. وأفادت مصادر فلسطينية وشهود عيان بأن قوّات الاحتلال اعتقلت 3 شبّان مجهولي الهوية من قرية المغير شرق رام اللّه خلال مواجهات اندلعت بين عشرات المواطنين الفلسطينيين من جهة وقطعان المستوطنين وقوّات الاحتلال التي وصلت إلى القرية لغرض تأمين حماية من يرافقها من المستوطنين من جهة أخرى. وقال شهود عيان إن قوّات الاحتلال والوحدات العسكرية الخاصّة التابعة لها دهمت بلدة سلواد شرق رام اللّه واعتقلت الأسير المحرر ماهر نادر مبارك (25 عاما) عقب اقتحام منزله في البلدة. وبيّنت المصادر أن قوّات الاحتلال قامت بتحطيم باب منزل المعتقل مبارك قبل مداهمته بشكل مفاجئ وإخضاعه للتفتيش الدقيق وتحطيم محتوياته. وأكّد شهود عيان أن قوّات الاحتلال اقتادت الأسير وهو مقيّد ومعصوب العينين مشيا على الأقدام وصولا إلى النقطة العسكرية المقامة على مدخل بلدة سلواد قبل أن يتمّ نقله فيما بعد إلى جهة مجهولة. واقتحمت قوّات معزّزة من جيش الاحتلال البلدة متخفّية في شاحنة فلسطينية لنقل بضائع حيث دهمت وحدة المشاة التابعة للجيش والتي كان قوامها أكثر من 60 جنديا شوارع بلدة سلواد واقتحمت أحيائها. من جانبها دعت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزّة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفّة الغربية إلى التحرّر من التنسيق الأمني مع الاحتلال والقيام بواجبها المتمثّل في حماية الشعب الفلسطيني (مهما كلّفها ذلك الأمر من ثمن). * أوامر اعتقال شكلية في السياق ذاته أمر وزير الجيش الصهيوني موشي يعالون بإصدار أحكام اعتقال إدارية في حقّ منفّذي جريمة إحراق منزل عائلة فلسطينية في قرية دوما قضاء نابلس قبل يومين ما نتج عنه قتل الطفل الرضيع علي دوابشة حرقا وإصابة ثلاثة من أفراد عائلته بإصابات خطيرة. وذكرت الإذاعة أن يعالون أوعز إلى الأجهزة الأمنية بإصدار أوامر اعتقال إدارية في حق منفّذي الجريمة في حقّ عائلة دوابشة الفلسطينية في حال إلقاء القبض عليهم. ونقلت الإذاعة عن مصدر أمني كبير قوله (إن الأجهزة الأمنية المختصّة مصمّمة على اكتشاف مرتكبي هذا الاعتداء حيث لا مجال للتعامل مع المشتبه فيهم في ارتكاب ممارسات تدفيع الثمن إلاّ على غرار التعامل مع فلسطينيين يشتبه في ضلوعهم في اعتداءات إرهابية) على حدّ زعمه. وأشار المصدر إلى أنه من بين الإجراءات الواجب اتّخاذها إصدار أوامر اعتقال إدارية في حقّ منفّذي الاعتداء في حال توفّر معلومات استخبارية موثوق بها تؤكّد ثبوت تهمة ارتكاب جريمة دوما عليهم ومنع عقد لقاءات بين المشتبه فيهم ومحاميهم. يشار إلى أن مجموعة من المستوطنين هاجمت فجر الجمعة منازل الفلسطينيين بالزجاجات الحارقة في قرية دوما قرب نابلس ممّا أدّى إلى اشتعال النّار فيها واستشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة (عام ونصف) حرقا وإصابة ثلاثة من أفراد عائلته بجراح خطيرة الأمر الذي فجّر حالة من الغضب لدى الأوساط الفلسطينية والدولية. وتعيد جريمة حرق الرضيع الفلسطيني إلى الأذهان جريمة إحراق المستوطنين اليهود للطفل المقدسي محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة في الثاني من أوت العام الماضي حيث أنه وعلى الرغم من القبض على منفّذيها الثلاثة واعترافهم بفعلتهم إلاّ أن القضاء لم ينزل بهم أيّ عقوبة أو حكم حتى اللحظة. * اندلاع مواجهات جديدة في المسجد الأقصى اندلعت اشتباكات أمس الأحد في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلّة بعد يومين من احتراق رضيع فلسطيني حيّا الجمعة المنصرم على إثر إضرام مستوطنين متطرّفين النّار في منزله في الضفّة الغربية المحتلّة. وقالت الشرطة في بيان إن (عددا من الشبّان الملثّمين قاموا بالتحصّن داخل المسجد الأقصى بعد أن قاموا برشق الحجارة باتجاه قوّات الشرطة). وتجمّع عشرات المسلمين صباح أمس الأحد وهم يحملون صور الطفل علي دوابشة البالغ من العمر 18 شهرا والذي احترق حيّا بعد أن أضرم مستوطنون متطرّفون النّار في منزله الجمعة أمام بوّابات المسجد الأقصى أمام حواجز شرطة الاحتلال التي منعتهم من الدخول.