نداء عاجل لإغاثة الفارين من الحرب *** يهدّد الجوع أكثر من مليوني عراقي نازح يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الغذائية والإنسانية التي يقدمها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وبعض من تبرعات الميسورين التي تصلهم عبر منظمات مدنية وناشطين محليين. ويتلقى هؤلاء النازحون مساعدات غذائية وفقاً لبرنامج إنمائي أعدته الأممالمتحدة بالتعاون مع منظمات إنسانية دولية ومحلية في مناطق النزوح لكن تلك المساعدات على وشك التوقف في ظل عدم تلقيهم أية مساعدات من الحكومة العراقية وتوقف أعمالهم ليصبح أغلبهم بلا مصادر للدخل. وأعلنت منسقة برنامج الأممالمتحدة في العراق ليز غراندي في تصريح صحافي أنَّه (لم يبق سوى ثمانية أسابيع فقط على إيقاف خط الإمداد الغذائي الذي يبقي أكثر من مليوني نازح على قيد الحياة وهذا الخط سينقطع مطلع أكتوبر من العام الجاري). وأوضحت غراندي (طلبنا 500 مليون دولار لدعم البرنامج لكننا لم نستلم منها سوى 100 مليون دولار وتشير حساباتنا إلى أننا لا نزال في منتصف الطريق وقد أضر نقص التمويل برنامج المساعدات ما أسفر عن إغلاق 184 برنامجاً صحياً من أصل 220). وتابعت غراندي (أطلقت الأممالمتحدة نداء لجمع نصف مليار دولار في جوان 2015 لمواجهة الأزمة الإنسانية في العراق بعد نزوح أكثر من ثلاثة ملايين مواطن مطلع 2014 وأكثر من 80 في المائة من البرامج الصحية تم تعليقها ما يتسبب بالضرر لأكثر من مليون شخص بشكل مباشر وملايين آخرين بشكل غير مباشر). وكشفت أنَّ الإمدادات الغذائية توفر للنازحين المفتقرين للأمن الغذائي دعماً غذائياً مهماً وأن انقطاع تلك الإمدادات سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي بشكل مأساوي. واعتبر مختصون قطع الإمدادات الغذائية للأمم المتحدة عن النازحين كارثة إنسانية ستحل على أكثر من مليوني نازح ممن لا يملكون أية رواتب ويسكنون المخيمات وبيوت الطين. وقال الخبير في الأمن الغذائي مرتضى الحسني إنّ (إيقاف برنامج الأممالمتحدة الغذائي عن النازحين بسبب ضعف التمويل يعني تعرض أكثر من مليوني نازح لخطر الجوع وإذا ما علمنا أنَّ هؤلاء النازحين مهملون تماماً من قبل الحكومة العراقية وتوفر لهم المساعدات الأممية أغذية تسد رمق أطفالهم الصغار فإن قطعها عنهم يعني حلول كارثة إنسانية بهم). وأضاف (يعتمد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على توزيع مساعدات غذائية على شكل مواد غذائية عينية تتضمن حليب الأطفال والأرز والسكر والزيت والبقوليات أو توزيع بطاقات تعادل مبالغ مالية بسيطة لشراء تلك المواد من محال المواد الغذائية بعد الاتفاق معهم من قبل المعنيين). ويصف الحسني الأمن الغذائي للنازحين بالخطير إذا ما تم إيقاف هذا البرنامج داعياً الأممالمتحدة إلى تجديد برنامجها عبر رفده بالأموال اللازمة لاستمراره محذراً من تداعيات إيقافه على النازحين. أغيثونا نحن جوعى ! إلى ذلك يعاني النازحون في المخيمات من نقص حاد في المواد الغذائية وعدم وصولها إلى أغلب المخيمات بسبب العمليات العسكرية وانقطاع الطرق وأبدى ناشطون تخوفهم من توقف تلك المساعدات نهائياً. وقال الناشط المدني مضر عبد الحميد (على مدار أكثر من عام ونصف يفتقر ثلاثة ملايين نازح لأي دخل أو راتب شهري خاصةً الفقراء وأصحاب الأعمال الحرة كسائقي سيارات الأجرة وعمال البناء وأصحاب الورش الصناعية والحرفيين والأيتام والأرامل والذين توقفت أعمالهم تماماً نتيجة العمليات العسكرية في مدنهم وعدم تمكنهم من إيجاد فرصة عمل في مناطق نزوحهم). وأوضح عبد الحميد (أنَّ عشرات النازحين توفوا نتيجة نقص الغذاء والدواء في مخيمات النزوح خاصةً الأطفال منهم وكبار السن والمرضى في ظل عدم وجود دعم حكومي عراقي لهم ما يهدد بتجويع أكثر من مليوني نازح). ويتخوف النازحون من توقف المساعدات الغذائية في ظل استمرار الأزمة والتعقيدات المستمرة في المشهد الأمني العراقي دون حلول واضحة وعدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم بسبب استمرار العمليات العسكرية والقصف الجوي والبري. وبين عمر ظافر أحد النازحين من الأنبار أنَّ المساعدات الغذائية وفرت كثيراً من الحاجات الغذائية حيث أن النازحين يجمعون كل مدخراتهم لتوفير إيجار المنزل خاصة وأن أسعار الإيجارات عالية هذه الأيام بينما لا يملك معظمهم رواتب ولا وظائف ولا يستطيعون الحصول على فرصة عمل.