لازالت مناطق الغرب على غرار وهرانتلمسان معسكر مستغانم وغيرها من الولايات الغربية تتمسك ببعض العادات التي تحولت الى عرف ملزم على مستوى العائلات فيما تلاشت بعض العادات إذ لا ينفي الكل الاختلاف الذي بات ظاهرا بين أعراس الأمس واليوم في الجزائر لكن تتنوع العادات والتقاليد بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب لكن هناك نقاطا رئيسية توحد كل ولايات الوطن على غرار الخطبة التي تعد أول خطوة في مراسم العرس حيث يذهب والدا الشاب إلى بيت الفتاة ويطلبونها رسميا. ولمّا يرحب والدا الفتاة بالفكرة تبعث لهم من طرف أهل الخاطب موائد صغيرة تسمى (طيفور) معبأة بالحنة والحلوى والفول السوداني وقالبين من السكر الكل مغطى ب(فوطة) مع شمعتين وكبش هذه الحفلة تسمى (الملاك) أو (تمليك) الفتاة ويتم الاتفاق على الصداق المطلوب من طرف أب الفتاة ويتم التفاهم على الشروط الأساسية والثانوية لتليها مرحلة الخطوبة الرسمية وينظم حفل يحضره الأقارب والأحباب لإعلان الخطوبة. تحضير الجهاز يتم الزواج عادة عاما بعد الخطوبة وخلال هذه الفترة تشرع الفتاة في تحضير الجهاز المكون من فراشها وألبستها اليومية وأخرى أنيقة وفاخرة لعرسها ويضم الجهاز أيضا الهدايا المختلفة في المواسم والمناسبات التي أهداها العريس لعروسه وعند اقتراب العرس يتفق على اليوم الذي سيتم فيه الزفاف واليوم الذي سيدفع فيه مهر العروس وتسمى هذه المراسم (الدفوع ويكون قبل العرس بثلاثة أو أربعة أسابيع). عند اقتراب اليوم الموعود تذهب النسوة في زي تقليدي لدعوة العائلة والأقارب لحضور العرس) وتبدأ المراسيم بتحضير الحلويات والكسكس والعنب الجاف في جو من الابتهاج والفرح. تسمى ليلة ما قبل الزفاف (الوشي) حيث تذهب العروس إلى الحمام التقليدي وتأخذ معها بنات العائلة وهذه العادة تسمى (التشليل) في مناطق الغرب. في السهرة واحتفاء بالليلة الأخيرة للعريسين قبل الدخول تجتمع العائلة وترقص وتغني الفتيات إلى وقت متأخر من الليل وتقام حفلتان في كلا الدارين. يوم الزفاف في صباح يوم الزفاف تلبس العروس لباسا عاديا يتمثل في ثوب لأمها (بلوزة) بدون حزام وتتأهب لوضع الحنة في يديها في جو من البهجة والفرح تتخللها زغاريد النسوة. في دار العريس يدعى كل الشباب من الأصحاب والأحباب للغداء معه ثم يصطحبونه للحمّام التقليدي وبعد ذلك يأتي بالحلاق إلى المنزل ليحلق له شعره ويرتدي أفخر هندام في المساء تتجمع النسوة لحضور (التاييل) ويتم إطعامهم حسب العادة التي تتمثل في الطبق المتكون من اللحم والعنب الجاف المطهي في العسل (مرق بالعسل) وبعد ذلك تصب القهوة والشاي مع الحلويات التقليدية المتنوعة. بعد الزوال يبعث فراش العروس إلى بيتها الجديد وكذلك أغراضها الشخصية من ملابس عادية وأخرى فاخرة مخصصة للارتداء طوال زفافها بعدما تعرض في منزل أبيها هذه المرحلة تسمى (تبييط الفراش). قبل غروب الشمس تزف العروس إلى بيت زوجها مع مجموعة من قريباتها مرتدية القفطان التقليدي التلمساني ويستقبل أهل العريس العروس في جو بهيج من الطبل وأهازيج الطبلات التي تبقى لتنشط العرس حتى طلوع الفجر. وتجلس العروس فوق الكرسي ويؤتى بصينية دائرية (صينية العكر) متكونة من حذاء ذهبي تقليدي قارورة عطر مرآة وعلبة من المساحيق ومغطاة بوشاح من الحرير(عبروق) يستعمل لتغطية وجه العروس حتى وصول زوجها. وفي السهرة يجتمع الرجال المدعوون ثم يمتطي العريس الحصان مرتديا الرداء الأبيض التقليدي (البرنوس) ليتوجه إلى قاعة الزفاف مرفوقا بالموسيقى عبر الشوارع الرئيسية للمدينة وسط تبريكات الأهل والأقارب.