يرى أنه حتمية لتطوير خيارات الدولة الجزائرية عريبي يطالب باستحداث مركز للدراسات والبحوث الاستراتيجية طالب ممثّل الشعب عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي الوزير الأول عبد المالك سلاّل بالإسراع في استحداث مركز للدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي أصبح ضرورة قصوى بدعوى تجنيب الجزائر أحداث تقلّب الموازين مثل الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية. أكّد البرلماني في سؤال كتابي وجّهه إلى سلاّل أن إنشاء هذا المركز مطلب مثل باقي المتطلّبات والموازين التي تحتاجها الدولة الجزائرية مشيرا إلى أن استحداث مركز للدراسات والبحوث الاستراتيجية بات حتمية لا مناص منها إذا أردنا أن نطوّر خياراتنا فأين هذا المشروع الذي هو مشروع دولة؟ وتساءل عن الإجراءات والتدابير المتّخذة من طرف الحكومة لتحقيق المشروع الذي يطمح إليه الشعب الجزائري. وأوضح عريبي أنه منذ مطلع التسعينيات طفحت إلى السطح مجموعة من التغيّرات الدولية والمحلّية ربما عجزت أكبر وأحدث أجهزة الرصد والتنبّؤ على مستوى مراكز البحث العالمية عن التنبّؤ بمنطلقاتها ومساراتها وأثارها فضلا عن أن العالم يشهد حراكا متسارعا أكبر من ذي قبل على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية تسبّب في تهاوي ودول ونشوب ثورات وظهور أمراض خطيرة نعم إنها أحداث جسام نشاهدها اليوم كانت فيما سبق ضربا من الخيال ولتجنّب ما تخفيه الأيّام القادمة من أحداث لابد من استحداث هذا المركز. وأشاد ممثّل الشعب بتجربة الدول المقدّمة في هذا المجال أين ترصد وتتابع وتحلّل الأحداث الدائرة في العالم وهي المستفيد الأكبر من تلك الأحداث سواء بتطويعها لها أو بسهولة التكيّف معها فهي تتابعها من ولادتها لحظة بلحظة إلى جانب أنها أصبحت لها تقاليد راسخة في ميدان الاستشراف والتنبّؤ بالمسارات والتحوّلات والمآلات للأحداث المحلّية والعالمية بفضل تلك المراكز البحثية للدراسات الاستراتيجية التي أنشأتها في بدايات القرن الماضي والتي أصبحت مرجعا أساسيا وشريكا استراتيجيا فاعلا في وضع سياسات الدول المحلّية والدولية. وأضاف عريبي قائلا: (أصبح معظم ساسة العالم يسترشدون بالتقارير التي تنشرها تلك المراكز في خياراتهم وسلوكياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية) مؤكّدا أن تلك المراكز عرفت انتشارا جواريا في الدول المتقدّمة في الجامعات في الوزارات في شكل مؤسّسات عامّة وخاصّة وأصبحت تستقطب خيرة الباحثين العالمين كما أضحى لها تأثيرا كبيرا على الرأي العام المحلّي والدولي ولها دور في التنمية عن طريق طرح المشاريع والدراسات التنموية برؤية استراتيجية كما أصبحت تشكّل موردا ماليا عن طريق بيع تلك الدراسات والأبحاث للزبائن. وخاطب الوزير بقوله: (إن الجزائر كدولة تسعى لتكون في مصاف الدول المتقدّمة لكن عدم وجود مركز مرموق للدراسات والأبحاث الاستراتيجية جعل من هذا السعي مجرّد حلم طموح يكذّبه الواقع ويفنّده إذ كيف لبلد بحجم الجزائر يقع في منطقة حزام الأحداث الساخنة في العالم لا يملك مثل هذا المركز الذي سيساعد في اتّخاذ القرارات الاستراتيجية للدولة وفي اتّخاذ وتنفيذ الخيارات الكبرى للدول كما سيساعد على كشف مواطن القوّة والضعف في خياراتنا وكذا التنبّؤ وتحديد هذه الاتجاهات؟).