هي ظاهرة غريبة من نوعها وجدت لنفسها مكانا في الشارع الجزائري قبيل عيد الأضحى المبارك ألا وهي ظاهرة سرقة الكباش، فخلال السنوات الأخيرة أصبحت سرقة الكباش أكثر ما يقلق العائلات الجزائرية التي تقطن في الأحياء الشعبية أو حتى تلك الأحياء السكنية الجديدة التي تشهد كثافة عالية، فقد اشتكى القاطنون ببعض الأحياء من هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا. ي. آسيا فاطمة انتقلت ظاهرة سرقة المواشي من الأسواق إلى الأحياء الكبرى في الجزائر بحيث بعد مواشي الموالين زحفت الظاهرة الى مواشي المواطنين وهو فعل منافي للأخلاق ومبادىء الإسلام، فكيف لشخص أن تسوّل له نفسه خطف فرحة العيد من آخر لكي يستمتع بها هو يوم العيد دون وجه حق فهو أمر غير معقول حقيقة وتعقد الألسن لسماعه. الأمر يُرجعه البعض لكثرة الأضاحي في بعض الأحياء نتيجة لكثرة السكان، ولعل أصحاب المواشي والموالين هم أيضا يشتكون من هذه الظاهرة فضررهم يعتبر أكبر بكثير من ضرر المواطنين بحيث بتم السطو على العديد من القطعان مرة واحدة الأمر الذي أدى بهم إلى الالتزام بالحيطة والحذر. سكان العاصمة يشتكون سرقة أضاحيهم! صارت هذه الظاهرة الدخيلة على العيد والتي لا تمتّ له بصلة أكثر ما يؤرق العائلات الجزائرية الباحثة عن فرحة العيد وسط الغلاء الفاحش الذي بات يميز السوق الجزائرية. وقد يظن القارئ أن أصحاب المواشي و الموالين وحدهم من يعانون من هذه الظاهرة ولكن الغريب هو أنه حتى المواطنين البسطاء الذين يجمعون المال لهذا اليوم السعيد أصبحوا هدفا لهؤلاء فالطمع أعمى بصيرتهم، وشهدت العاصمة الكثير من الحوادث هنا وهناك بحيث في السنة الماضية عاشت إحدى العائلات بحي شعبي بالعاصمة فاجعة سرقة كبشها وصارت بين ليلة وضحاها خاوية اليدين تنذب حظها السيء بفعل فاعل غاب عنه الضمير وقرر افتكاك فرحة العيد من عائلة، وهي سيناريوهات مأساوية عاشتها بعض العائلات لا يصدقها العقل، إلا أنها واقعة فعلا، ولحسن الحظ انها حالات نادرة عند بعض الشادين الذين يغيب عقلهم في تلك اللحظات إن لم نقل فقدوه تحت تأثير المخدرات فالإنسان العاقل والراشد يحترم دينه وأعراف مجتمعه ولا يقوم بذلك الفعل الآثم في الدنيا والآخرة. ...ومواشي الموالين تُستهدف أيضا عشية العيد ! تعرف ظاهرة سرقة المواشي في الآونة الأخيرة إستفحالا كبيرا نظرا لما تذره على أصحابها من ربح كثير بغير وجه حق وللأسف، كما أن الإطاحة بهم من طرف مصالح الأمن يعتبر أمرا صعبا فاللّص يمكنه بيع المسروقات في اليوم الموالي، خاصة وأن تجارة وبيع الكباش تكثر في أيام عيد الأضحى ويصعب نوعا ما القبض عليهم، فهم يختفون بسهولة وسط التجار وهذا ما أدى برجال الأمن لتكثيف الحراسة هذه الأيام إذ نجد دوريات الدرك الوطني دائمة الحضور بمحاذاة أسواق الكباش لحماية أرواح وممتلكات الموالين، ووصل الأمر إلى حد تكوين عصابات مختصة في سرقة المواشي، إلا أن رجال الدرك الوطني وقفوا لهم بالمرصاد، فقد سجلت كل من مناطق الغرب كالمدية المعروفة بتربيتها للمواشي نشاطا ملحوظا لهذه العصابات وأيضا منطقة الجلفة التي تعتبر المموّل الرئيسي للمواشي في الجزائر كما أن سلالة خرافها تعتبر ممتازة فهي من أفضل السلالات، لذلك فإن الموالين في تلك المناطق هم أكثر المتضررين خصوصا أولئك الذين يقطنون في المناطق المعزولة.