إمبراطورية الصفيح بحي الرملي.. نقطة الانطلاق استئناف الترحيل يؤجج نار الاحتجاجات بالعاصمة برمجت ولاية الجزائر العاصمة ومنذ شهر جوان من السنة الماضية العديد من عمليات الترحيل وذلك في إطار القضاء على السكن الهش بالولاية وإعادة تهيئتها على أن تصبح مدينة عصرية على غرار باقي عواصم العالم إلا أن عملية الترحيل هذه عرفت العديد من العراقيل والعقبات وهو الأمر الذي أجج غضب العديد من سكان الأحياء المتضررة وما زاد من حدة غضبهم تداول أخبار عن الانطلاق في ترحيل سكان حي الرملي دون غيرهم من باقي الأحياء القصديرية. عتيقة مغوفل صرح السيد عبد القادر زوخ والي العاصمة أنه تمت برمجة انطلاق عملية ترحيل 4 آلاف عائلة من حي الرملي الفوضوي بجسر قسنطينة نحو سكنات جديدة الأربعاء الفارط وأضاف أن استئناف عملية الترحيل بولاية الجزائر ستكون انطلاقا من هذا الحي على أن تمتد لمواقع أخرى قبل نهاية السنة الجارية إلا أن عملية الترحيل لم تتم نهاية الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الأربعاء كما كان مبرمجا لها وتواصلت الاجتماعات من طرف المعنيين من أجل التحضيرالجيد لعملية الترحيل إلا أن تداول أخبار عن استئناف الترحيل أجج غضب الكثير من سكان الأحياء الذين ينتظرون دورهم في الترحيل بعد وعود كثيرة قدمت لهم. سكان بلدية بولوغين على فوهة بركان من أبرز وأقدم الأحياء السكنية القصديرية بالعاصمة والتي تنتظر الترحيل منذ سنوات طويلة إلا أنه لم يتم رفع الغبن عن سكانها ليومنا هذا حي (الكازيرنة) بالسيدة الإفريقية بأعالي بلدية بولوغين هذا الحي يتكون من أزيد من 800 بيت قصديري وأغلب البيوت تقطن فيها عائلات يزيد عدد أفرادها عن 5 أشخاص والجدير بالذكر أن هناك بعض العائلات التي تسكن في هذا الحي لأزيد من 18 عاما إلا أنه لم يمسهم الترحيل أبدا مع أن العملية مست الكثير من أحياء العاصمة وكل مرة يتقرب السكان من المسؤولين المحليين لبلدية بولوغين يتم الرد عليهم أن ملفاتهم على طاولة المسؤولين بالدائرة الإدارية لباب الوادي وهي التي ستقرر آجال الترحيل المخصصة لهم وقد التقت (أخبار اليوم) ببعض مواطني الحي الذين كانوا يجتمعون أمام مقر الدائرة الإدارية في وقفة احتجاجية بعدما أن تداولت أخبار بين مختلف وسائل الإعلام عن ترحيل 4 آلاف عائلة من سكان حي الرملي بجسر قسنطينة في حين يظل مصيرهم مجهولا وقد عبر العديد من السكان عن استيائهم لتجاهل السلطات المحلية لهم وعدم استفادة البلدية من أي برنامج سكني وما زاد الطينة بلة اقتراب فصل الشتاء وبداية تساقط الأمطار وهو ما يزيد من مخاوف سكان حي الكازيرنة لأنه كل سنة تهدم الكثير من الأكواخ بذات المكان بسبب انزلاقات التربة جراء غزارة الأمطار وهو ما يهدم العديد من البيوت فيجد أصحابها أنفسهم في العراء وقد سجلت خلال السنة الماضية وفاة امرأة وطفلين في ذات الحي بسبب انزلاق التربة بعد تهاطل الأمطار. وعلى ما يبدو أنه ليس سكان حي الكازيرنة بالسيدة الإفريقية من يعانون فقط ببلدية بولوغين بل حتى سكان حي خالد بأسفل البلدية والذين تقع سكناتهم بمحاذاة البحر ينتظرون الترحيل منذ سنوات طويلة وما زاد من معاناتهم زلزال الفاتح من أوت من السنة الماضية والذي تسبب في الكثير من التصدعات بالعديد من الشقق التي يتخوف سكانها كل يوم من انهيارات مفاجئة لسكناتهم والتي قد تؤدي إلى زهق أرواح البعض منهم. وسكان حوش بوسماحة ببوزريعة ينتفضون ومن بين الأحياء القصديرية التي تنتظر الترحيل ومنذ سنوات طويلة بالجزائر العاصمة حوش بوسماحة بأعالي بلدية بوزريعة الذي تقطنه أكثر من 1500 عائلة مع أن عبد القادر زوخ والي العاصمة قدم وعودا كثيرة للسكان بالترحيل لكن دون جدوى إلا أن خبر ترحيل سكان حي الرملي سبب حالة من الهيستيريا لدى سكان الحي وهو الأمر الذي أخرجهم إلى الشارع حتى ينتفضوا بحثا عن حقهم في الترحيل مثل غيرهم فالعائلات القاطنة بالحي تعيش لأزيد من 20 سنة بهذا المكان على حلم الحصول على شقة تحفظ لهم كرامتهم فبيوتهم القصديرية تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم حيث أعرب السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها والتي أقل ما يقال عنها إنها مأساوية في بيوت تم إنشاؤها بطريقة فوضوية ليجدوا أنفسهم أمام معاناة حقيقية وسط أوضاع خطيرة بالرغم من عديد الشكاوى والنداءات التي أطلقوها في الكثير من المناسبات لتغيير واقعهم الاجتماعي المرير الذي يعيشوه منذ سنوات إلا أنهم لم يتلقوا سوى وعودا واهية ظلت تُلقى على مسامعهم وانطلاق عملية الترحيل خلال السنة الماضية أرجعت الأمل إلى الكثير من السكان من أجل الحصول على مسكن لائق إلا أن كل آمالهم لم تتحقق بعد بسبب تماطل السلطات خصوصا وأن أكواخهم باتت لا تصلح لإيواء البشر نظرا لهشاشتها مع مرور الزمن بفعل العوامل الطبيعية حيث بات قاطنو الحي يواجهون خطرا حقيقيا بسبب التدهور الرهيب الذي تعرفه البيوت ما جعلهم يعيشون في قلق ورعب دائمين مخافة انهيار هذه الأخيرة في أية لحظة بالرغم من الترميمات التي قاموا بها لإصلاح الوضع إلا أنه لا تزال تشكّل خطرا كبيرا على حياتهم إذ أن سكناتهم عرفت درجة متقدمة من التدهور.